عرب

نهشهم الدود والقمل.. معتقلون عرب في مراكز الاحتجاز بليبيا

كشفت شهادة ناج من المعتقلات السرّية بليبيا نقلها للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ عشرات المهاجرين- الذين كانوا يُخططون إلى الوصول إلى أوروبا هربا من جحيم الحرب- يُعانون أوضاعا مأساوية في مراكز الاحتجاز التي لا تخضع لسلطة الحكومة.

من الهجرة إلى الاحتجاز

وفي السنوات الأخيرة، شهدت ليبيا ارتفاعا في أعداد السوريين الوافدين إليها بهدف الهجرة إلى أوروبا، ويسلك معظم هؤلاء المهاجرين في البداية طرق شرعية إذ يغادرون من مطار دمشق أو مطار بيروت إلى مطار بنغازي، ومنه إلى طرابلس وتحديدا إلى مدينة زوارة، بحسب تقرير سابق للجزيرة.

وفي العاصمة الليبية، يتم اعتقالهم إمّا قبيل رحلة هجرتهم أو في البحر، ليُعادوا إلى البر ويحولون إلى مراكز الاحتجاز التي وصفتها منظمات دولية في وقت سابق بـ”المزرية”.

وأكّد المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في وقت سابق، وجود 4 مراكز احتجاز في العاصمة طرابلس، وهي سجن الزاوية، وأبو سليم، وعين زارة، وغوط الشعال، يقاد إليها اللاجئون القادمون إلى ليبيا بقصد الهجرة.

ويتعرّض المعتقلون إلى ألوان من تعذيب والابتزاز وسوء تغذية من قبل عصابات تهريب البشر والمليشيات المسلّحة الخارجة عن القانون التي تعمل على احتجازهم وتشترط دفع فدية لإطلاق سراحهم.

وفي وقت قريب، قتل مُهربون وتجار بشر بعد نشوب خلاف بينهم، 15 شخصا من طالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين من جنسيات مختلفة في ليبيا، وأضرموا النار في القارب ما أسفر عن احتراق أغلب الجثث، في مشهد وُصف بالصادم.

في إفادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قال أحد الناجين من هول المعتقل بعد دفع فدية مالية، إن المهاجرين يُعتقلون أثناء عبورهم ليبيا ويحتجزون بشكل غير قانوني وتمارس عليهم شتى أنواع القهر والتعذيب والإذلال.

معاملة “وحشية”

وأشار الناجي إلى أن المعتقلين يتركون للجوع ينهش بطونهم ويزج بهم في عنابر تفتقر إلى أبسط الشروط عناية الصحية، مضيفا أنّ حوالي 300 سوري يقبعون في غياهب تلك المعتقلات التي لا ينجو من ويلاتها سوى أولئك الذين  تتولى أسرهم دفع فدية لإطلاق سراحهم حيث بلغت قيمتها 2500 دولار أميركي لكل شخص.

 وأوضح المعتقل السابق، أن تلك المليشيات تعمل على إذلال المحتجزين بضربهم بالكوابل البلاستيكية وحرمانهم من الطعام، قائلا: “لا نحصل سوى على حفنة من الأرز أو المعكرونة المسلوقة بماء مالح، في حين يتغذّى منا القُمّل والجراثيم والبكتيريا بأنواعها والجرب والأمراض المعدية”.

وكشف السوري  أنّ المعتقلين الأفارقة (نساء وأطفال) يعانون أكثر من غيرهم، ناقلا صورا صادمة للغاية عن طريقة التعامل معهم، قائلا: “هم مجردين من ملابسهم الرثّة أصلا وينهشهم الدود في مشهد  تذوب له القلوب”.

وعن هويات المحتجزين، أوضح أن هناك تونسيون ولبنانيون ومصريون وأفارقة من جنسيات مختلفة بمناطق جنوب الصحراء، مضيفا: “كلهم ينتظرون ساعة إطلاق سراحهم لكن مأساتهم أصبحت مضاعفة بسبب عدم وجود أمل في توفير الفدية التي تفرضها المليشيات التي لا تعرف سوى منطق القوة والابتزاز”.

وفي جانفي/يناير الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنّ هناك أكثر من 12 ألف معتقل رسميا بـ 27 سجنا ومنشأة احتجاز في ليبيا، بينما يحتجز آلاف أيضا بشكل غير قانوني بـ”ظروف غير إنسانية” داخل منشآت تسيطر عليها جماعات مسلحة أو داخل منشآت “سرية”.

وبحسب بيان لوزارة الداخلية الليبية صدر في 2021، بلغ عدد المهاجرين غير النظاميين في مراكز الإيواء الليبية نحو 700 ألف.