قال نقيب الصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي في تصريح لبوابة تونس، الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول، إنّ حديثه عن “استقالة الدولة من واجبها تجاه الإعلام”، هو توصيف لغياب التفاعل من قبل السلطة ممثّلة في رئاسة الجمهورية وحكومة نجلاء بودن مع القطاع، وافتقادها أيّ مقاربة واضحة لإصلاح هذا الملف.
وأشار الجلاصي في هذا السياق، إلى أنّ كلّا من الرئيس سعّيد ورئيسة الحكومة لا يوجد ضمن فريقهما مستشارون إعلاميون، ممن يفترض أن يكونوا مكلّفين بمتابعة هذا الملف والتنسيق والتفاوض مع الهياكل النقابية، وأصحاب المؤسّسات وغيرهم.
وأضاف محدّثنا: “رئاسة الحكومة لم تتفاعل مع مطالبنا ودعوتنا إلى التفاوض إلّا عبر الضغط بعد أن نفّذنا اعتصاما في القصبة، وهذا ما يثبت للأسف أنه لا يعنيها أيّ أمر يتعلّق بالإعلام والصحافة. وقس على ذلك تعاطيها مع مختلف الأزمات والملفات الأخرى”.
سلطة منعزلة
وتابع نقيب الصحفيين: “حكومة منعزلة عن المشاغل الحقيقة للبلاد، وكذلك الرئيس المعزول عن الواقع، ويعتبر أيّ شخص يدلي بموقف معارض له متآمرا”.
وأوضح ياسين الجلاصي أنّ هذا التقييم لا يتعلّق بالحكومة الحالية، بل يشمل الحكومات السابقة.
وأشار إلى أنّ الحكومات المتعاقبة منذ الثورة لم تمتلك سياسة واضحة المعالم بشأن إصلاح الإعلام، رغم ما أبدته من تفاعل نسبي مع بعض الإجراءات التعديلية، على غرار المصادقة على المرسومين 115 و116، وإلغاء وزارة الاتّصال، والقيام بعض الإصلاحات في قانون الإعلام والإعلام العمومي وتكريس حقّ النفاذ إلى المعلومة.
وقال الجلاصي: “هذه الخطوات لم تكن نتيجة سياسة عمومية تجاه قطاع الإعلام، بقدر ما مثّلت مكاسب حقّقتها الهياكل المهنية في إطار المفاوضات مع السّلطة على عديد الملفات”.
رئيس لا يملك الإجابات
غياب سياسة إعلامية يشكّل في حدّ ذاته موقفا سياسيا من قبل السلطة الحالية المفتقدة الحلول والتصوّرات بشأن كل الملفات -بحسب محدّثنا- بل إنّ “إدارتها الاعتباطية لشؤون الدولة أدّت إلى تضخيم المشاكل والأزمات، وخلقت لها مزيدا من الأعداء، كما وسعت دائرة المتضرّرين من سياساتها”.
وبخصوص قطيعة قيس سعيّد مع الإعلام وعدم إجرائه أيّ لقاءات أو حوارات صحفية، يفسّر ياسين الجلاصي الأمر، بأنّ الرئيس ليس لديه ما يقدّمه للتونسيين ولا يملك حلولا لمختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وشدّد نقيب الصحفيين على أنّ أكثر الرؤساء تطرّفا وعداء للإعلام والصحافة على غرار دونالد ترامب أو البرازيلي جائيير بولنوزارو، كانا يحرصان على تنظيم مؤتمرات صحفية دورية ويعرضان نفسهما لمساءلة الصحفيين والرأي العام.
واستدرك محدّثنا: “من الواضح أنّ رئيس الجمهورية بعد عام ونصف من تركيز كامل السلطات بين يديه، لا يستطيع أن يقدّم إجابات لمشاكل التونسيين”.