ثقافة

نقل الرصيد الوطني للفنون التشكيلية.. حفظ الذاكرة البصرية من التلف

شرعت وزارة الشؤون الثقافية، أمس الاثنين 29 ماي، في إخلاء مخازن الرصيد الوطني للفنون التشكيلية بمركز الثقافة والفنون والآداب “القصر السعيد” بباردو، وتحويل هذا الرصيد، إلى المخازن الجديدة بدار الكتب الوطنية، وفق الشّروط العلمية الدّقيقة للصيانة والحفظ.

معتقلو 25 جويلية

وستتمّ عملية نقل هذا الرصيد بالتنسيق مع المصالح المختصة بوزارتيْ الدّاخلية وأملاك الدولة والشؤون العقارية.

وتأتي عملية الإخلاء هذه على إثر الزيارة الميدانية التي أدّتها وزيرة الشؤون الثقافية التونسية حياة قطاط القرمازي في جانفي الماضي، والتي عاينت من خلالها الوضعية المتردّية داخل هذه المخازن التي لم تعد مُستجيبة لشروط الحفظ السليم، وقد أذنت حينها بإخلاء هذه المخازن في أقرب الآجال.

وتمّ، الاثنين، نقل الدّفعة الثالثة والأخيرة من هذا الرصيد بما يناهز 8000 عمل فنّي من مجموع 15 ألفا، تُمثّل كامل الرّصيد، وفق الشروط الضرورية لضمان سلامة القطع واللوحات.

وتتوزّع هذه الأعمال بين لوحات تشكيلية وقطع خزفية ونسيج وصور فوتوغرافية ومنحوتات وقطع بلّورية، تُمثّل مختلف المدارس الفنية من كلاسيكية وفنّ حديث ومعاصر، وهي لأبرز روّاد “مدرسة تونس” في الفن التشكيلي، إلى جانب بعض الأعمال لأجانب ومستشرقين زاروا أو عاشوا في تونس، وهي أقلّ من حيث الكمّية مُقارنة برصيد المبدعين التونسيين.

وتتواصل عملية الإخلاء إلى أسابيع قادمة، لينتقل الفريق المشتغل على مشروع إنقاذ الرّصيد إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة الترميم والمعالجة العلمية والفنية.

وتندرج عملية نقل الرصيد الوطني للفنون التشكيلية في إطار إستراتيجية وزارة الشؤون الثقافية للمحافظة على الذاكرة الوطنية من كلّ أشكال الإتلاف وتثمين المخزون التشكيلي لتونس، باعتباره ثروة وطنية توثّق مختلف مراحل تاريخ الفن التشكيلي التونسي ومدارسه وتيّاراته.