نقابي لبوابة تونس: “المؤسسات التربوية عرفت تحولات سارت بها نحو الأسوإ”

“أولياء تنصلوا من مهامهم في فرض الانضباط على أبنائهم وهو مَا  أفرز سلوكات منبوذة”.. كاتب عام نقابة التعليم الثانوي يؤكد

أكّد محمد الصافي كاتب عام الجامعة العامة للتعليم الثانوي أنّ ” المؤسسات التربوية شهدت في السنوات الماضية تحولات عدّة سارت بها نحو الأسوإ، من أهمها انتشار ظاهرة العنف بالوسط المدرسي .”

وتابع الصافي في تصريحه لبوابة تونس أن “حادثة وفاة أستاذ تعرض للتنمر بعد إضرام النار في جسده في الآونة الأخيرة، كشفت عن تصدع العلاقة بين التلميذ والمربي وأصبح من الضروري طرح ميثاق أدبي ينظمها”.

وجاءت تصريحات الصافي أسبوعا بعد حادثة تعرض أستاذ التربية الإسلاميّة في مدينة الشابة بولاية المهدية لحملة تنمر من طلابه قادته إلى إضرام النار في جسده وأثارت جدلا بالبلاد.

وأضاف النقابي أنّ “عدة عوامل خلقت قطيعة بين المدرس والتلاميذ وأصبحت هناك أحداث عنف موجهة ضد الأساتذة عرفت ارتفاعا لافتا”.

و”أضحت شبكات التواصل الاجتماعي مجالا للتندر والتهكم على الأساتذة في ظل واقع متردٍ،” وفق قوله.

كما أكد أنّ “الأولياء تنصلوا من المهام المنوطة بعهدتهم في علاقة بفرض الانضباط على أبنائهم وهو مَا من شأنه أن يفرز سلوكات منبوذة.”

وأوضح النقابي: “أصبح عدد من الأولياء اليوم يشجعون أبناءهم -حتى وإن كانوا مخطئين- على التمادي في هذه الهفوات ليصل الأمر بهم إلى التهجم والتهكم على الأساتذة داخل حرم المؤسسة التربوية.”

كما لم ينف النقابي أن “يكون عدد لا بأس به من التلاميذ ضحايا واقع اجتماعي ينحدرون منه وثقافةٍ لم تعد تؤسس لقيم أصيلة داخل المجتمع.”

وأشار إلى أنّ “التلاميذ يعانون أيضا داخل المؤسسات التربوية باعتبارها لم تعد قادرة على استيعابهم إضافة إلى المناهج التعليمية التي لم تعد مواكبة للتطورات الحاصلة وللذهنية الجديدة لهم.”

وقال الصافي: “عند الحديث عن المشهد التربوي لا ننتصر فقط للأساتذة فقد يقع بعضهم في أخطاء بيداغوجية وتربوية وهو ما يتطلب إعادة تأسيس مفهوم المدرسة في المخيال الجمعي”.

وعن الحلول الممكنة لتجنب مثل هذه الحوادث يؤكد النقابي أنها” تُستمد من المشاكل ذاتها وأن أهمها توفر الإرادة السياسية لإصلاح تربوي عبر رصد الأموال الكافية ودعوة كل المعنيين بالمشهد التربوي إلى الجلوس إلى طاولة الحوار”.

وفاقت حالات العنف الجسدي التي طالت المعلمين والأساتذة في تونس 21 ألف حالة اعتداء، منذ سنة 2011، منها 312 حالة وُصفت بالخطيرة وذلك وفق ما كشفته دراسة بشأن العنف في الوسط المدرسي من إعداد لجنة التربية والتعليم بالاشتراك مع قسم التوثيق بالجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والإعلام.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *