“الواقع مؤلم وسوداوي وحزين ويجب إيقاف هذا النزيف”.. محمد الصافي يصرّح
أكّد الكاتب العام لجامعة التعليم الثانوي محمد الصافي أنّ “سلطة الإشراف لا تولي مسألة تهرم البنية التحتية للمؤسسات التربوية ما تحتاجه من عناية”.
وتابع الصافي في تصريح لبوابة تونس: “كنا نبّهنا في كثير من المناسبات واللقاءات مع مسؤولين داخل الوزارة وعبر بلاغاتنا ولوائحنا بأنّ الوضع كارثي واتهمنا بأننا نريد التّشويه وكانت النتائج وخيمة”.
تصريحات الصافي تأتي بعد أن لقي ثلاثة تلاميذ حتفهم وأصيب اثنان بجروح إثر سقوط جزء من جدار في المعهد الثانوي للمزونة من ولاية سيدي بو زيد ما أثار غضبا ودعوات للإضراب.
وأضاف الصافي أنّ “الواقع مؤلم وسوداوي وحزين اليوم ويجب إيقاف هذا النزيف”.
وضع كارثي
واعتبر النّقابي أنّ “الرهان على التعليم في تونس كالرهان على الصحة وكانا ركيزتين رئيسيتين لبناء البلاد، ولكن نأسف اليوم لتراجع ميزانية وزارة التربية الأمر الذي أفضى بنا إلى هذا الوضع الكارثي الذي نمر به”.
وأردف: “طالبنا في عدة مناسبات بضرورة مراجعة المنظومة التربوية وإصلاح البنى التّحتية والوضع الكارثي للمؤسسات العمومية، واليوم ندعو مجددا إلى الجلوس معا إلى طاولة الحوار مع كل من له صلة بالشأن التربوي لإيجاد حلول”.
مقاطعة اختبار البكالوريا رياضة
وفي سؤال عن أسباب مقاطعة اختبار البكالوريا رياضة، شدّد الصافي على أنّ “الحداد في تونس لا يتجزّأ والباك سبور عادة ما يرتبط باحتفالية.. ولكن لا يعقل أن ندفن تلاميذنا في وقت يحتفل فيه آخرون”.
وتابع: “لم نفرض على أيّ كان المقاطعة ولكننا اعتبرنا أنّ المسألة لها بعدها الأخلاقي والإنساني.. كما أننا لم ندع إلى إيقاف الدروس من باب الرغبة في ذلك أو لتعطيل المرفق العمومي وإنما هو شكل احتجاجي وحدادا على أرواح تلاميذ المزونة”.
وزاد: “قرٍرنا الدخول في يوم حداد على خلفية الوجع الذي شعر به كل التونسيات والتونسيين مع إيقاف الدروس بكل المؤسسات التربوية الإعدادية والثانوية والتّقنية”.
كما أشار الصافي إلى أنّ الدعوة إلى إيقاف اختبارات الرياضة “تأتي ضمن جملة من التراتيب بينها تجمهر الأساتذة والتقائهم بالمندوبيات الجهوية وأمام المعتمديات للاحتجاج على الوضع الكارثي للبنى التحتية للمؤسسات التربوية”.
وتابع: “هو شكل من أشكال الاحتجاج في يوم تودّع فيه الأمهات والآباء أبناءهم بحزن وألم”.
وأمس الاثنين، انطلقت اختبارات البكالوريا رياضة التي يجتازها 140 ألفا و490 تلميذا مرسما بالبكالوريا موزّعين على 251 مركزا، لتتواصل إلى غاية 26 أفريل الحالي.
وحسب الصافي فقد توافد الأساتذة منذ صباح اليوم للتجمّع أمام المعهد الثانوي بالمزونة.
وقال: “اليوم وعوض أن نكرّم أبناءنا التلاميذ في ساحات المعاهد بتنا نؤبنهم داخلها.. واليوم تنكس الأعلام في كل المؤسسات التربوية لحادثة كان بالإمكان تفاديها”.