عرب

نقابات التعليم المغربية ترفض قرار وزارة التربية إدراج التراث اليهودي في مناهج التعليم وتصفه بالتطبيع التعليمي

كشفت مصادر إعلامية عربية الاثنين 22 فيفري، عن الجدل الحاد داخل الأوساط المغربية تجاه قرار إدراج التراث اليهودي ضمن المناهج التربوية والتعليمية الرسمية في البلاد، والذي قوبل برفض واسع خاصة من جانب الفعاليات الشعبية والنقابية.

معتقلو 25 جويلية

ونقلت صحيفة القدس العربي في هذا السياق أن الجامعة الوطنية للتعليم والتي تعد أكبر نقابة تعليمية في المغرب، بعثت برسالة شديدة اللهجة الى وزير التربية الوطنية المغربي سعيد أمزازي، شدّدت خلالها على رفض تجنيد نساء ورجال التعليم واستخدامهم بأي شكل من الأشكال، لتمرير المشاريع التطبيعية مع الكيان الصهيوني، وتزييف وعي الأطفال المغاربة وتحريف التاريخ الحقيقي للصراع ضدّ الصهيونية باعتبارها شكلاً من أشكال العنصرية والاستيطان.

وأشارت الرسالة التي نشرتها الجامعة الوطنية للتعليم في المغرب، أن الوزير أمزازي سبق أن تطرّق، خلال مباحثاته مع أحد الوزراء الصهاينة، إلى مشروع للشراكة التي تعمل وزارة التربية المغربية على إقامتها مع الجانب الإسرائيلي، معتبرة أنّ ذلك “سيحوّل منظومتنا التربوية والتعليمية وبلادنا إلى مرتع لتطبيع عقول بنات وأبناء شعبنا من تلاميذ وطلبة ومتدرّبين ومدرّسين، عبْر اعتماد أخطر أشكال التطبيع، وهو التطبيع التربوي”.

مشروع لاختراق الناشئة المغربية

وكشفت النقابة عن تفاصيل المشروع المسمّى بإدراج تراث اليهود في المنهاج الدراسي الرسمي بداية من العام المقبل، والذي يتضمّن كذلك اتفاقيات توأمة بين المدارس الثانوية في المغرب والكيان الصهيوني، وإجراء مسابقات تعليمية بالعربية والعبرية، وتبادل الوفود الطلابية، وتنظيم جولات دراسية في فلسطين المحتلة لتعميق العلاقات الدبلوماسية.

ودعت النقابة كل القوى الوطنية إلى التصدّي لمشروع إعادة تكييف مناهج التعليم بهدف الترويج للإيديولوجيا الصهيونية، مشيرة إلى أنّ ما يجب التأكيد عليه في مناهج التعليم في المغرب هو “إدماج التعريف بخطر الصهيونية على البشرية عامّة، وليس على الشعب الفلسطيني وحده”، والتعريف في المقابل بنضالات الشعب الفلسطيني ضدّ الصهيونية وبأوضاع أطفال فلسطين وبواجب التضامن الإنساني معهم، وتنقيح المقرّرات من كل أشكال العنصرية.

موقف نقابة التعليم المغربية أثار موجة تعليقات مناهضة للقرار على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ندّدت بالمشروع الذي يستهدف غسل أدمغة الجيل المغربي الجديد واختراقه عبر نشر ثقافة ودعاية التطبيع.

وكتبت سعدية الفاضلي وهي مدرسة مغربية، تدوينة على صفحتها بموقع فيسبوك عبّرت فيها عن رفضها المساهمة في المخطّط الذي يعتزم وزير التربية الوطنية المغربي تنفيذه، ومؤكّدة أنّها موّظفة في خدمة أطفال الشعب، وليست في خدمة حكومة إسرائيل الصهيونية.

وأضافت الفاضلي سأخبر التلاميذ بالحقيقة، لن أحمّلهم مسؤولية تحرير فلسطين، لكن من الإجرام تشويه وعيهم وتكييفه بما يناسب المنبطحين، وتصوير الطفل الفلسطيني الحامل للحجارة عدوّا لهم.

رفض الهيئات الشعبية

وفي ذات السياق ، ندّد الأمين العام للمرصد المغربي المناهض للتطبيع عزيز هناوي، بالاتفاق الذي تمّ بين وزيريْ التعليم المغربي والإسرائيلي، حول إطلاق برامج لتبادل الطلاب وتوأمة المدارس الثانوية، مؤكّدا أنّ هنالك محاولة لتمرير أجندات الاستعمار الثقافي ومخطّطات الصهينة بغسيل أدمغة تلاميذ المدارس العمومية.

وكتب هناوي على حسابه في فيسبوك: إنّ “الهرولة عندما تتجاوز التطبيع إلى الصهينة التعليمية، فالأمر لم يعد مجرّد مكتب اتصال بل الحكاية يبدو أنّها عملية قرصنة شاملة لتاريخ وهوية وموقع وموقف المغرب عبر أدوات يتمّ تنصيبها خارج العملية الانتخابية الديمقراطية والمبتورة من رحم الشعب، ليتمّ عبْرها تمرير أجندات الاستعمار الثقافي الفرنكفوني ومخطّطات الصهينة التطبيعية بغسيل أدمغة تلاميذ المدارس العمومية”.

الرافد اليهودي

وكان وزير التعليم المغربي سعيد أمزازي قد أكّد في وقت سابق أنّ إدراج التعبيرات الثقافية للرافد اليهودي وتاريخ اليهود المغاربة ضمن البرامج الدراسية، يأتي للتأكيد على انخراط المدرسة المغربية في تثبيت الهوية الوطنية، ذات المقوّمات المتنوعة.

وشدّد أمزازي أنّ الهدف من المشروع هو “التذكير بقيم التعايش والتسامح التي تميّز المغرب وأنّ إدراج الرافد اليهودي في المناهج الدراسية للمنظومة يتلاءم مع مقتضيات الدستور الوطني”.