ثقافة

“نصف روح” أفضل روائي قصير في مهرجان العودة الفلسطيني

تحصّل فيلم “نصف روح” للمخرج التونسي مروان الطرابلسي، على جائزة “مفتاح العودة” لأفضل فيلم روائي قصير ضمن الدورة السابعة من مهرجان العودة السينمائي الدولي بفلسطين.

معتقلو 25 جويلية

الأفضل بين 41 دولة

تنافس على جائزة “مفتاح العودة” 277 فيلما من 41 دولة، وفق ما ذكرته وزارة الشؤون الثقافية التونسية في بلاغ، الأحد 21 ماي.

وأكّدت الوزارة أنّ هذا التتويج هو الثامن للفيلم والمُشاركة العالمية الثامنة والثلاثين، مُعتبرة أنّ هذا دليل على أهمية السينما التونسية وقيمتها الفنية وطنيا وإقليميا وعربيا.

وهنّأت الوزارة -وفق وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)- المخرج والقائمين على صنع  فيلم “نصف روح” وإنتاجه وإخراجه من ممثلين وتقنيين، مُؤكّدة عزمها على مواصلة دعم كل المبدعين والمثقفين التونسيين في شتى المجالات، لاسيما في قطاع “الفن السابع”.

وفيلم “نصف روح”، من بطولة عبدالقادر بن سعيد وآمنة الحلفاوي، وإنتاج هاجر اللافي، وهو مدعوم من وزارة الشؤون الثقافية التونسية.

عن الفيلم وطروحاته

عبر ثلاث وعشرون دقيقة لخّص المخرج السينمائي التونسي مروان الطرابلسي أوجاع تونس ما بعد ثورة 14 جانفي/2011، في قصة فانتازية سريالية ساخرة لأب اسمه ناجي (عبدالقادر بن سعيد) لديه ابنة وحيدة اسمها أمل أصيبت فجأة بجلطة في الدماغ، فيضطرّ الأب المحال حديثا على التقاعد الوجوبي بعد أربعين عاما من العمل العشوائي، إلى بيع نفسه، أو ما تبقى من عمره بمقابل ألف دينار للسنة الواحدة.

تحاليل طبية تقرّ بأن الأب الستيني بقي له من العمر عشر سنوات وستة أشهر وبضعة أيام، أي أنه سيقبض نظير تبرّعه بروحه، وفق الإعلان الإشهاري الذي سمعه على موجات الأثير، والذي يقول بالعامية التونسية: “بيع روحك، التبرّع بالأرواح أجمل تبرّع”، عشرة آلاف و600 دينار مع خصم نسبة10%؛ معاليم دفنه بعد وفاته، والحال أنّ العملية الجراحية المستعجلة التي ستُعيد إلى صبيته الحياة تتطلّب 15 ألف دينار تونسي. لكن لا بأس فناجي سيتدبّر الأمر، كلّفه ذلك ما كلّفه.

الكوميديا السوداء المُعتمدة في الفيلم الروائي القصير الثالث للطرابلسي، تذهب إلى مداها حين تُعلن أم لديها ابن من أصحاب الاحتياجات الخاصة لا يمكنه بيع روحه بالسعر ذاته، وإن كان في ريعان الشباب، فالسعر يتحوّل في مثل حالته إلى النصف.

“إنت علاش (لماذا) تحب تبيع روحك؟” هو السؤال المكرّر الذي يتبادله المتبّرعون في ما بينهم، فيُجيب الأول، كي أتمكّن من تزويج ابنتي، ويقول آخر كي يتمكّن ابني البكر من شراء السيارة التي يحلم بها، وهكذا دواليك وحواليك في بهو المصحة الخاصة التي تتاجر بأرواح البشر!

ولأن الصبية المريضة اسمها أمل، يأتي الأمل والفرج أيضا من إعلان إشهاري آخر يبثّه المذياع، تقول فيه المذيعة: “إذا تحب تقسم حياتك مع الشخص إلي تحبو، توة (الآن) ممكن، تنجم (تستطيع) تهديلو نصف روحك، وتعيشو الاثنين متهنين (في أمان)”.

وينتهي الفيلم المعنون بـ”نصف روح” وأمل وأبوها على شاطئ البحر يتأمّلان الأفق البعيد، بينما يمرّ أمامهما حصان أبيض، في رمزية للتحرّر والانعتاق من أدران اليومي المقيت الذي استباح أرواح الناس كي يعيش أحبتهم، أو لتحقيق طموحات بسيطة لأبنائهم الذين عبثت بهم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ما انفكت تعيشها تونس على مدار عشرية كاملة.

وعلى أنغام أغنية “الوردة الصديقة ستحيا هذا الصباح” للفنانة مريم لعريض يُقفل الفيلم الذي أجاد دور البطولة فيه كل من عبدالقادر بن سعيد وآمنة حلفاوي والطفلة أمل، مؤكّدا أنّ “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” أسوة بمقولة شاعر الحرية محمود درويش.

بين السينما والرسم والفوتوغرافيا

يُعدّ “نصف روح” الروائي القصير الثالث للمخرج السينمائي والتشكيلي والفوتوغرافي مروان الطرابلسي بعد فيلميه الروائيين القصيرين “في عيني طفل” (2007) و”أمي نجم النجوم” (2008)، علاوة على أفلامه التسجيلية الأخرى: “صمت الراعي” (2022)، “الرجل الذي أصبح متحفا” (2019)، “المُغرّبون” (2014) و”صامدون” (2012).

كما له العديد من المعارض الجماعية والفردية بليبيا، المغرب، مالي، فرنسا وتونس، منها “قرى الريح”، وهو معرض فوتوغرافي شخصي احتضنه المتحف الوطني بباردو في 2018، والمعرض التشكيلي الشخصي “تأمل داخلي” برواق صلاح الدين بسيدي بوسعيد عام 2021، وآخرها “ما وراء المرئي”، الذي أقامه في سبتمبر 2022 بغاليري “كاليستي” بضاحية سكرة بالعاصمة تونس.