تونس

نشطاء في جمعية “دمج” يحتجّون مباشرة أمام الوزراء


في حركة غير متوقعة رفع عدد من النشطاء في الجمعية التونسية للعدالة والمساواة “دمج” الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول خلال مؤتمر صحفي مخصص لتقديم التقرير السنوي للاتجار بالأشخاص، بعض الصور والشعارات التي تظهر الاعتداءات الأمنية ضد بعض المنتسبين لجمعيتهم.

  وجمعية “دمج” هي التي تعنى بالدفاع عن مجتمع مثليي الجنس، ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيًا.

وكان الناشط الحقوقي بدر بعبو رئيس “دمج”، قد تعرض آخر الأسبوع الفارط للاعتداء بالعنف الشديد من قبل أمنيين.

وعبّر عدد من الحقوقيين عن تنامي مخاوفهم في أكثر من مناسبة خاصة إثر دخول تونس في مرحلة التدابير الاستثنائية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية قيس سعيد في 25 جويلية/يوليو.

اعتداءات ممنهجة

واستنكرت الجمعية في هذا السياق، ما اعتبرته تكرّر الاعتداءات الممنهجة بهدف التنكيل، مؤكدة أنّ شرطيين اثنين “أقدما ليلة الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول على الساعة التاسعة ليلا على مستوى شارع جونجوريس بتونس العاصمة على بعد أمتار من وزارة الداخلية، على الاعتداء بالعنف الشديد على المناضل والمدافع عن حقوق الإنسان بدر بعبو وهو أيضا رئيس الجمعية التونسية للعدالة والمساواة “دمج”.

الاعتداء كان في زاوية مظلمة في الشارع الذي أصبح يعد مسرحا للجرائم وكأن دهاليز السجون لم تعد قادرة على امتصاص الدم والتعذيب والتنكيل”،حسب بيان نشرته الجمعية.

وأفادت هالة بن سالم، عضو هيئة الدفاع عن بدر بعبو، بأنه تم تقديم شكاية جزائية ضد مدير عام الأمن العمومي ومدير إقليم تونس وعونيْ أمن وذلك على خلفية الاعتداء على موكلها من قبل عونيْ أمن، مؤكدة أنّ موكّلها تعرض للاعتداء والضرب والتنكيل والدهس من قبل أمنييْن قاما بسرقة هاتفه وحاسوبه ووثائقه الخاصة.

وطالبت بن سالم، بضرورة وضع حد فوري لحالة الإفلات من العقاب التي تفشّت بعد 25 جويلية/يوليو، وبمحاسبة كل من يرتكب جريمة، وخاصة  الاعتداءات المتكررة على النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان التي أصبحت ممنهجة، وفق تقديرها.

تحرّكات وتنديد

ونظّمت مجموعة من الناشطين، في المجتمع المدني يوم الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول وقفة احتجاجية تحت شعار “وأحنا مَن يحمينا من البوليسي”. الناشطون رفعوا شعارات منددة بالاعتداءات والتضييقات التي يتعرّض لها عدد من الحقوقيين والنشطاء بالمجتمع المدني.

كما وقّعت مجموعة من التحالفات والائتلافات والجمعيات والمنظمات، السبت 23 أكتوبر/ تشرين الأول، على بيان، أدانت فيه بشدة ما وصفته بـ”الهجوم الخطير على رئيس دمج، وسط العاصمة تونس، بعد أن اعتدى عليه عونا أمن” وفق البيان.

ورفضت هذه المنظمات رفضًا قاطعًا توصيف الحادثة ب “الحالة المعزولة”، مطالبة بوضع حد فوري لحالة الإفلات من العقاب “والسلطة المفرطة التي تتمتع بها قوات والأمن وحفظ النظام، والتي توظف لقمع الحريات والحقوق. كما حثّت هذه المنظمات وكيل الجمهورية للمحكمة الابتدائية بتونس على فتح تحقيق فوري”.

تعريف الجمعيّة

وتأسست “دمج” الجمعية التونسية للعدالة والمساواة التي يرأسها حاليا بدر بعبو، في سنة 2011 من قبل مجموعة من النشطاء الشباب، بهدف الإدماج والدفاع عن الأقليات والفئات المهمشة بما في ذلك مجتمع  الميم أو مجتمع الـ”إل جي بي تي” (يشار به إلى مجتمع مثليي الجنس، ومزدوجي الميل الجنسي، والمتحولين جنسيًا) وتعزيز اندماجهم في المجتمع.

ومن بين أهداف الجمعية:  بناء القدرات الفردية، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للأقليات والأفراد والسعي إلى تطوير المجتمع وتدعيم مفهوم التعايش والاختلاف، وخلق هوية مميزة مبنية على قيم الـ”إل جي بي تي”،  وترسيخ مبادئ المواطنة والمساواة بين المواطنين، والدفاع عن حقوق الإنسان الكونيّة.