لم يتوقّع رئيس جبهة الخلاص الوطني والناشط السياسي التونسي أحمد نجيب الشابي، أن يدخل يوما في ائتلاف سياسي إلى جانب حركة النهضة، وهو الذي كان من بين أبرز خصومها السياسيين منذ انتخابات أكتوبر 2011.
وحده “الزلزال السياسي” الّذي أحدثه الرئيس قيس سعيّد منذ 25 جويلية/يوليو 2021، دفع الشابي، على حدّ تعبيره، إلى التقارب مع حركة النهضة بهدف الدفاع عن التجربة الديمقراطية في البلاد.
أهم الأخبار الآن:
هكذا تصدّر الشابي حواره مع صحيفة القدس العربي اللندنية، والذي تطرّق فيه إلى عديد المحاور المرتبطة بالمشهد السياسي في تونس بعد استفتاء 25 جويلية/يوليو على الدستور الجديد، ومسار جبهة الخلاص الوطني في المرحلة القادمة.
إعادة النهضة إلى الحكم
في حديثه عن مشروع جبهة الخلاص الوطني، أكّد الشابي أنها لا تهدف إلى إعادة حركة النهضة إلى الحكم وتصدّر المشهد السياسي مثلما كان الحال عليه قبل 25 جويلية/يوليو.
وأوضح الشابي أنّه “لا يسعى إلى إعادة النهضة أو غيرها إلى الحكم، بل إعادة الكلمة إلى الناخب التونسي، فمن يريد أن ينازع النهضة فليستعد ليكسب تأييد الناخب. وفي الديمقراطية، من يزيح طرفا من الحكم أو يعيده إليه هو الناخب”.
مشروع جبهة الخلاص الوطني يشكّل من هذا المنطلق مبادرة لتوحيد القوى السياسية، على “قاعدة أرضية مستقبلية وفتح الطريق لعودة الديمقراطية والشرعية”، وفق قول رئيسها.
وتتمثّل الخطوات الضرورية التي تطرحها جبهة الخلاص لإنقاذ الوضع بتونس، في العودة إلى الشرعية الدستورية والمسار الديمقراطي، إلى جانب تجديد الشرعية الانتخابية من خلال انتخابات مبكّرة، وتكليف حكومة إنقاذ تخرج تونس من أزمتها الخانقة.
معارضة قوية
ورغم تشتّت قوى المعارضة وعدم نجاحها في تعبئة الشارع خلال الاستفتاء، وفشل جبهة الخلاص في استقطاب جميع القوى المعارضة لسعيّد وفق مراقبين للمشهد الداخلي، فإن نجيب الشابي يرى أن المعارضة باتت الأقوى والأكثر تأثيرا، في ظل العزلة الداخلية والدولية التي يواجهها سعيّد وبعد أن “انفضّ من حوله الجميع، بمن فيهم الهيئة الاستشارية التي شكّلها لصياغة الدستور والقوى المدنية والاجتماعية والسياسية في البلاد”.
لكن قيس سعيّد لا يعدّ العقبة الأساسية أمام حلّ الأزمة السياسية في البلاد وفق رئيس جبهة الخلاص الوطني، إذ يتمثّل العامل الأبرز في “حالة الوهن والضعف والتشتت”، بين القوى الاجتماعية والسياسية التي لم تهتدِ بعد إلى تجاوز خلافاتها.
الخلاف مع اتّحاد الشغل
وفي سياق متّصل تطرّق نجيب الشابي إلى الخلاف مع الاتحاد العام التونسي للشغل بشأن الدعوة إلى حوار وطني شامل، مبيّنا أنّ القيادة النقابية بادرت بالتهجّم على جبهة الخلاص الوطني وقياداتها.
وأضاف الشابي: “نحن لم نرد على الهجوم لأننا نعتبر أنّ اتحاد الشغل قوة اجتماعية وازنة، واضطلعت بدور مهم في كل محطات الحياة الوطنية. ونعتبر أن الدفاع عن الديمقراطية في حاجة إلى قوة الاتحاد”.
وفي قراءته لمواقف المنظمة النقابية، اعتبر الشابي أن الاتحاد “وضع نفسه تحت قبة الانقلاب”، بسبب هيمنة التيارات الأيديولوجية خاصة منها القومية واليسارية، على صياغة القرار وتوجّهها نحو دعم قيس سعيّد”، مضيفا أن هذه التيارات ترى أن “مسار 25 جويلية/يوليو يمثّل فرصة للتخلّص من الخصوم الأيديولوجيين على حساب الديمقراطية، وهو خطأ فادح”، حسب تعبيره.
التصريحات الأمريكية
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والسفير المعيّن جوي هود حول عودة الديمقراطية في تونس، لا تشكّل، حسب الشابي، تدخّلا في الشأن الداخلي، باعتبار أن الموقف الذي عبّر عنه بلينكن هو “ما يطالب به ملايين التونسيين لاستعادة الثقة”.
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني: “لا يمكن اعتبار هذا الموقف تدخّلا في الشؤون الداخلية التونسية إلا إذا اعتبرنا أن الديمقراطية والحرية مسائل داخلية، وهذا مناف لمنطق العصر”.
أضف تعليقا