“إنها نجاة الفتاة الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية حتى يشتدّ عودها”، هكذا قال عنها الكاتب الصحفي فكري أباضة، ومن يومها رافق اسم “الصغيرة” نجاة حسني طيلة مسيرتها الفنية، والمعروفة في الوسط الفني وبين الجماهير باسم نجاة الصغيرة.
نجومية مبكّرة
بدأت نجاة الصغيرة الغناء في سنّ الخامسة، وكانت من أشد المعجبات بأم كلثوم، إذ كانت تردّد أغانيها كلّما سنحت لها الفرصة، والطريف أنها كانت تحمل منديلا في أول ظهور لها بالحفلات.
نشأت نجاة الصغيرة في عائلة فنية آمنت بموهبتها، فكان شقيقاها عزالدين وسامي حسني، أحدهما ملحّن والآخر عازف، فضلا عن أختها المغنية والفنانة الاستعراضية سعاد حسني ذائعة الصّيت.
بتشجيع من عائلتها غنّت الفتاة المصرية في الحفلات والمسارح، حتى أضحى صوتها مطلوبا من الجماهير.
البروز المبكّر لنجاة الصغيرة جلب أنظار الموسيقار محمد عبدالوهاب، فتبنّى موهبتها ودعمها ومنحها ألحانه، وقال عنها: “أجد ألحاني آمنة عندما أمنحها لنجاة الصغيرة”، في إشارة إلى أدائها المميّز.
من الغناء، اقتحمت نجاة الصغيرة عالم السينما مبكّرا في عمر الثامنة، إذ استحسن النقاد أداءها، وفي مقدّمتهم فكري أباظة الذي وصفها بـ”المعجزة الفنية”.
الصغيرة جوهرة
قدّمت الصغيرة أعمالا زادت من تألّقها في عالم الفن والغناء، ما جعل عدد معجبيها يتضاعف بعد كلّ عمل، تحت إشراف وتوجيه من الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي تبنّاها فنيا، حتى أنه وقف ضدّ والدها ومنعه من تشغيلها في الحفلات والمناسبات حفاظا على موهبتها وصوتها.
أعمال كثيرة غنّتها نجاة الصغيرة، نذكر من بينها “اوصفولي الحب” و”أسهر وانشغل أنا” و”إلهي ما أعظمك” و”حبيبي سامعني” و”شكل تاني” و”لا تكذبني” و”ماذا أقول” و”عيون القلب” عام 1980، “فراق الأحباب” 1992، “يا مسافر وحدك”، وألبوم “سهران يا قمر” و”أنا بعشق البحر” و”لا تنتقد خجلي الشديد”.
الصغيرة والسينما
مثّلت نجاة الصغيرة في عدد من الأعمال السينمائية زادت من شعبيتها وبريق اسمها، من أهمها “بنت البلد” عام 1955 و”الشموع السوداء” عام 1962. كما مثّلت أيضا في فيلم “القاهرة في الليل” عام 1963 و”شاطئ المرح” سنة 1967 وفيلم “سبعة أيام في الجنة” عام 1969.
وفي عام 1976 قرّرت اعتزال التمثيل في الـ37 من عمرها، ومع هذا استمرت في الغناء .
وفي إحدى مقابلاتها التلفزيونية، عبّرت عن استبعاد فكرة عودتها إلى الوسط الفني، لغياب أشخاص يمكنهم تقديم عمل موسيقي وغنائي يليق بمسيرتها واسمها.
حظوة وتكريمات
نالت نجاة الصغيرة العديد من الجوائز والتكريمات، أهمها في فترة الستينات وهي: وسامان من الرئيسين التونسيين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي ووسام من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. وفي عام 1985 حصلت على وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من المملكة الأردنية الهاشمية من طرف الملك حسين، وفي عام 2006 حصلت على جائزة الشعر الإماراتي من السلطان بن علي العويس.