مع بدء العد التنازلي في السباق نحو البيت الأبيض، يطفو إلى السطح مجددا الجدل بشأن شخصية الرئيس الأمريكي الأسبق والمرشح الجمهوري “دونالد ترامب”.
رحلة رجل الأعمال بدأت من قطاع الإنشاءات مرورا ببريق شاشات التيلفزيون وصولا إلى البيت الأبيض.
ومع اقتراب الموعد الانتخابي، حذر قادة عسكريون كبار سبق أن خدموا تحت إمرة الرئيس الأميركي السابق “دونالد ترامب” من عودة الأخير إلى تولي منصب رئيس الولايات المتحدة مرة ثانية، ووصفوه بأنه “فاشي حتى النخاع” ويحاول تقسيم الأميركيين.
شخصية “مثيرة للجدل” خضعت لمخابر التحليل النفسي، وأصدر البروفيسور “دان ماك آدمز” الذي يُدرس في جامعة ويسترن الشمالية الواقعة خارج مدينة شيكاغو، في مارس 2020، عن طريق جامعة أكسفورد كتابا بعنوان “حالة دونالد ترامب الغريبة: دراسة نفسية”.
وحاول “آدمز” من خلال كتابه فك رموز شخصية “ترامب” هذه الشخصية التي حكمت أقوى دولة في العالم 4 سنوات (2017-2021)، معتبرا إياه شخصية تعتمد على “سلطوية” واستبداد ممزوج بصبغة أمريكية.
يصفه معارضوه “بالغوغائي” فيما يمثل في نظر مّيديه “الزعيم القادر على قيادة البلاد في ظل أوضاع متردية على جميع الأصعدة.”
انتقادات بالتطرف و”الجنون”
منافسته ونائبة الرئيس “كاملا هاريس” المرشحة الدّيمقراطيّة، وجهت إليه انتقادات فبل أيام لدى ظهورها على قناة “إن.بي.سي” إلى حد وصفها له بـ”المجنون” وأنهت المقابلة بالتّركيز على تطرف “ترامب”.
“هاريس”، انتقاداتها تلك إلى دعواته إلى إنهاء العمل بدستور الولايات المتحدة قائلة، إن “الشعب الأمريكي أمامه هنا خياران، إما أنه يريد رئيسا يفهم أن أمريكا يجب أن تقف قوية زعيما للعالم، أو يريد فردا يجسده دونالد ترامب الذي يعلن إعجابه بالدكتاتوريين”.
وفي هذا السياق يقول رئيس تحرير مجلة “ناشيونال إنتريست” الأمريكية جاكوب هايلبرون، إنّ “ترامب كذلك فعلا”، مشيرا إلى ما ذكره “جيفري جولدبرج” رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتك” عن أن “ترامب” ليس فقط معجبا بالدكتاتوريين وإنما هو يحتقر الجيش الأمريكي الذي يتعهد بالولاء للدستور وليس لأي رئيس.”
وشدّدت المرشحة الديمقراطية أيضا خلال ندوة “سي.أن.أن” على أن المنافس الجمهوري “غير مستقر” و”غير مؤهّل للخدمة”، محذرة الأمريكيين وخاصة منهم المستقلين الذين لم يقرروا بعد وكذلك الجمهوريين المعتدلين أن ترامب يشكل تهديدا مباشرا للمبادئ الأساسية للأمة.
وسئلت “هاريس” في الندوة ذاتها عما إذا كانت تعتبر “ترامب” فاشيا لتجيب قائلة: “نعم، أعتقد ذلك”، لكنها استدركت بالقول إنها “لا تريد أن يأخذ الناخبون كلمتها على محمل الجد.”
وهو ما يفاقم الجدل حاليا في الأوساط الأمريكية عما إذا كان “ترامب” يستحق فعلا وصفه “بالفاشي”.
ويبدو أن “جون كيلي” كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة ترامب يعتقد ذلك.
ففي مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” أشار إلى أن ترامب أعرب عن إعجابه بهتلر في عدد من المناسبات، وأن تعريف الفاشي ينطبق عليه.
كما أثار كيلي موقف ترامب تجاه هتلر، بالقول: “لقد علق أكثر من مرة، حيث قال كما تعلمون، إن هتلر قام ببعض الأشياء الجيدة أيضا”، مضيفا أنه يعتقد أن ترامب “يفتقر إلى” معرفة التاريخ.
وفي مقابلة مع الكاتب الصحفي “بوب وودوورد” قال مارك أيه ميلي” رئيس هيئة الأركان الأمريكية سابقا إن الرئيس السابق “فاشي حتى النخاع” وإنه “أخطر شخص في هذه البلاد”.
إشادة بمواقف “هتلر”
والثلاثاء، قالت مجلة “أتلانتيك” الأمريكية إنّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يشيد بجنرالات أدولف هتلر على ولائهم للدكتاتور الألماني، وهو يتمنّى أن يظهر له أفراد الجيش الأميركي الاحترام نفسه.
وفقا للمجلة، قال ترامب خلال محادثة خاصة في البيت الأبيض عندما كان رئيسًا: “أنا بحاجة إلى نوع الجنرالات الذين كان لديهم هتلر، الأشخاص الذين كانوا مخلصين له تماما، ويتبعون الأوامر”.
وأفادت تقارير أن ترامب أدلى بتصريحات مماثلة بشأن أدولف هتلر وجنرالاته كما ذكر كتاب نُشر في عام 2022 أن ترامب قال لرئيس أركانه آنذاك، جون كيلي، “لماذا لا يمكنك أن تكون مثل الجنرالات الألمان؟”.
وتقول منافسته تعليقا على إعجابه بجنرالات هتلر إنّ ذلك يكشف “من هو (الرئيس السابق) حقا”، ونوع القائد الأعلى الذي سيكون عليه.
وتشبه تقارير إعلامية، سلوكات ترامب الرامية إلى الهيمنة والطموح بتلك التي كانت تميز زعيم ألمانيا النازية ” أدولف هتلر” إذ تعددت الوسائل لكن الغاية واحدة وهي النفوذ والسيطرة على السلطة التي لطالما يكون مصحوباً معها شيئاً من “جنون العظمة.”
كما يرى مراقبون أن “ترامب” يعتمد تقريبا على آليات “الخطاب النازي” نفسها لكن بنكهة جديدة، خاصة في دعواته إلى جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى وهي عبارة طالما ألهمت وجدان النازيين الجدد في أوروبا والعالم.
وأشار “جون بولتون” مستشارالأمن القومي السابق في إدارة ترامب: “كما تعلمون، كتب أدولف هتلر كتابا مثيرا للقلق بشكل عميق بعنوان “كفاحي”، ولم يتمكن دونالد ترامب حتى من قراءة الكتاب بالكامل، ناهيك عن كتابة شيء مثله”.
وقدّم جون بولتون أسوأ دفاع عنه عندما قال في مقابلة سابقة مع “سي.أن.أن” الأمريكية إن ترامب ليس ذكيا بما يكفي ليكون فاشيا، مضيفا أن سلوكه فقط كاف لإثارة القلق، لكنه لكي يكون فاشيا فيجب أن تكون لديه فلسلفة وترامب لا يملك ذلك. ورغم ذلك فقد نكتشف قريبا حقيقة فاشيته.
وللتذكير فإن “ترامب” أدين بأربع وثلاثين تهمة جنائية تتعلق بالتستر على أموال تم دفعها لنجمة أفلام إباحية.
كما يواجه اتهامات بمحاولة التلاعب لإلغاء خسارته في انتخابات 2020 بشكل غير قانوني.