“الحزب في لبنان بحاجة إلى هدنة لإعادة ترتيب الأوراق داخليا”..غسان بن خليفة يعلق
قال غسان بن خليفة الناشط السياسي التونسي في مناهضة التطبيع، إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين حزب الله وقوات الاحتلال، أوجد حالة من الفصل مع جبهة غزة، ولكن ذلك لا يعني أن المقاومة في لبنان ستتخلى عن غزة.
وفي تصريح لـ “بوابة تونس”، رجح بن خليفة استمرار جبهة المقاومة في لبنان في إسناد غزة، في إطار محور واحد، واستمرارا لمبدإ وحدة الساحات.
واعتبر غسان بن خليفة أنه لا يمكن للقاعدين أن يقدموا دروسا للمقاومة، سواء الفلسطينية أو اللبنانية، قائلا: “لا يفتي قاعد لمقاوم”، في إشارة ضمنية إلى التعليقات المتداولة من قبل عديد المدونين والناشطين على منصات التواصل بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي قبل به حزب الله، والذين اعتبروه نكوصا عن تعهداته السابقة بربط أي تسوية في لبنان بقطاع غزة.
وتابع: نحن مع المقاومة في كل الحالات، وقطعا الصورة أوضح لدى قياداتها، إذ يعرفون الإمكانيات المتوفرة لديهم، لكن الواضح أن هناك تحديات كبيرة يواجهونها، على الرغم من الاستبسال الأسطوري الذي حققه حزب الله ميدانيا، والذي تجاوز ما حدث في حرب تموز 2006، ولكن بالمقابل هناك خسائر نوعية على مستوى القيادات وعلى صعيد الامدادات”.
ووحسب غسان بن خليفة فإن حزب الله بحاجة إلى بعض الوقت لمراجعة الأوضاع الداخلية، على المستوى التنظيمي والعسكري، وكذلك السياسي.
وإجابة عن سؤال “بوابة تونس”، استبعد محدثنا أن يكون ضغط الجبهة الداخلية في لبنان، وخاصة القوى المعارضة لحزب الله والمناهضة لاستمرار الحرب، قد لعب دورا مؤثرا ومحوريا في التسريع بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرا أن هذا الجانب يشكل عاملا ثانويا، مضيفا: في تقديري فإن العامل الرئيسي كان موازين القوى وتطور مسار المعركة، خاصة أن المقاومة في لبنان تعرضت لاختراق استخباراتي كبير، نجم عنه خسائر على مستوى الأفراد والقيادات، وبالتالي فالهدنة ضرورة لإعادة ترتيب الأوراق، فضلا عن تشييع العديد من الشهداء، بمن فيهم القادة الشهداء وعلى رأسهم حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
وفي تقييمه للاتفاق علق غسان بن خليفة: طالما المقاومة مستمرة وقائمة تنظيميا وهيكليا وما يزال سلاحها بيدها، فهذا ينفي الحديث عن هزيمة سياسية كرسها الاتفاق، ولكن لا بد من الإقرار بأن المقاومة مثلما وجهت ضربات مؤثرة وقوية للعدو، تلقت ضربات موجعة، وتعمل الآن على استيعابها، وإعادة ترتيب الأولويات حتى مستوى كامل محور المقاومة والإسناد.
وأردف: الثابت أن ما تحقق ميدانيا مثل إنجازا حقيقيا، خاصة على صعيد المواجهات البرية، فضلا عن القصف والاستهداف التي نفذته المقاومة لمناطق الشمال المحتل منذ أكثر من سنة دعما لغزة، وهذه إنجازات مهمة، ولكن طبيعة المشهد ليس مثلما شهدناه في تموز 2006، بل هي أقرب إلى حالة من التوازن الاستراتيجي الهش مع الكيان المحتل.