“نازلة دار الأكابر” تُتوّج بجائزة “فراغونار” للأدب الأجنبي المُترجم

“نازلة دار الأكابر” تُوّجت الأولى ضمن قائمة نهائية ضمّت 10 مرشّحين جميعهم من غير الناطقين بالفرنسية

حازت النسخة الفرنسية للرواية التونسية “نازلة دار الأكابر”(désastre de la maison des notables) للكاتبة والأكاديمية أميرة غنيم وترجمة الجزائرية سعاد لعبيز، جائزة “فراغونار للأدب الأجنبي” في نسختها الرابعة.

وذلك ضمن قائمة نهائية ضمّت 10 مرشّحين جميعهم من غير الناطقين بالفرنسية، عن أعمال مترجمة ومنشورة بالفرنسية بين أوت 2024 وفيفري 2025.

وصدرت رواية نازلة دار الأكابر” للأديبة والدكتورة أميرة غنيم سنة 2020 عن دار مسكلياني في تونس ومسعى في كندا.

أسرار الأبواب المغلقة

وتتنزّل أحداثها في تونس من ثلاثينيات القرن الماضي إلى ما بعد سنة 2011، لتميط اللثام عن أسرار شخصية المفكّر الإصلاحي الطّاهر الحداد.

وهو الذي مثّل حضوره ضمن النّسيج التخييلي للرواية رمزيّة تُعيد الاعتبار إلى شخصيات وطنية مرموقة من التاريخ العربي الجماعي، تعرّضت بسبب مواقفها الفكرية للقهر الاجتماعي، ودفعت غاليا ضريبة دفاعها عن التّحرر في سياق إيديولوجي يقدّس المحافظة والتقليد.

وتتميّز الرواية، وفق النقاد، بطرافة أسلوبها في القصّ والحكي، بالإضافة إلى جرأتها في كشف المستور عن “غوايات الأكابر”، وإبراز عيوبهم، مسلّطة الضوء على “ماخور الرّجال” -وهو من المواضيع المسكوت عنها اجتماعيا وفي الأدب- وما يجري خلف الأبواب المغلقة من طبقية حتى بين الخدم، لتغدو الرواية سردا تاريخيا يحفظ الذاكرة الحكائية الأنثوية التونسية.

وأهم ما في تقنية هذه الرواية وبنيتها، توظيف التاريخ جانب التخييل الذي كان منبع السرد.

فهدف غنيم ليس السرد التاريخي، بل الحكي الروائي من زاوية معتّمة في تاريخ تونس الحديث، حيث وظّفت بذكاء الأحداث السياسية والاجتماعية والسياقات الثقافية، بل والاقتصادية في الإحالة إلى الحاضر.

وتلتقط الرواية ببراعة منعرجات مهمّة من تاريخ تونس المعاصر، بل تاريخها الراهن أحيانا، وفيها يغدو البحث عن السُّلالة وأسرار “البَلْدِيّة” (سكان الحاضرة) إيذانا بالبحث عن الذات ومعنى الوطن وتاريخه، بيد أنّه تاريخ آخر يُكتب من خلال حكاية مُتخيَّلة بطلها المصلح الطاهر الحدّاد.

 حب متخيّل

وعلى الرغم من أنّ المراجع التاريخيّة لا تذكر شيئا عن علاقة الحدّاد بالنساء عدا دفاعه المستميت عنهنّ، فإنّ صاحبة الرواية تجزم، بقوّة الخيال، أنّه عشق “للاّ زبيدة”. لذلك لن يرى القارئ في المستقبل سيرة الحدّاد من غير حبيبته زبيدة.

وهذا من سحر التخييل الروائيّ، وعلى المؤرّخين أن يكذّبوا الروائيّين إن وجدوا سبيلا إلى وثيقة أو شهادة وأنّى لهم ذلك.

وتُمنح جائزة “فراغونار” سنويا لكتاب من تأليف امرأة وتمّت ترجمته إلى الفرنسية ونُشر في فرنسا بين 1 أوت 2024 و28 فيفري 2025.

وتُرافق الجائزة مكافأة مالية قدرها 5 آلاف يورو (نحو 16 ألفا و500 دينار) تُمنح للكاتبة، إضافة إلى 2000 يورو (6 آلاف و600 دينار) للمكلف بالترجمة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ النسخة الفرنسية لرواية “نازلة دار الأكابر” كانت قد فازت بجائزة ابن خلدون-سنغور للترجمة عام 2024.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *