صابر بن عامر للبرامج الثقافية مذاق خاص في شهر الصيام، سيما تلك التي تنهل من عبق الماضي وتاريخ الأماكن والأسواق والمقاهي، بناسها وجلّاسها والمارين منها. برامج تستهدف جمهورا مختلفا عن جمهور الدراما الرمضانية، وتخمتها الموسمية، بما تُقدّمه من طرح ثقافي-سياحي-تراثي يجمع بين الترفيه والإفادة دون السقوط في الابتذال. رحلة الماضي في الحاضر حول علاقتها بالشهر الكريم، وما يميّزه عن بقية أشهر السنة، تحدّثت الإعلامية نادرة عطية في تصريح لبوابة تونس: “لي مع الشهر الكريم ذكريات وحكايات لا تنتهي سواء عبر المصدح في برامجي الإذاعية أو من خلال الكاميرا في بعض مساهماتي التلفزيونية، التي يبقى على رأسها برنامجي الرمضاني التلفزيوني “نزهة العشاق” الذي قدّمت فيه مدينة تونس العتيقة في أبهى صورة، برنامج محمّل بالأحاسيس والذكريات الجميلة، برنامج منحني فرصة إعادة اكتشاف مدن تونس العتيقة”. وتواصل: “قُمت بتصوير البرنامج عام 2015 ليُعرض على قناة “الوطنية الثانية” خلال شهر رمضان، والذي كان هدفه التعريف بتاريخ الأسواق بمدينة تونس العتيقة وغيرها من المناطق الداخلية المشابهة، بمشاركة عبدالستار عمامو الذي كان يرافقني في الجولة لإضفاء لمحة تاريخية على الأماكن التي كنا نزورها بين الماضي والحاضر، على غرار سوق البلاط والعطارين وغيرهما من الأسواق”. تستذكر عطية: “صوّرت مع مجموعة من الممثلات والفنانات مثل الممثلة كوثر بلحاج في مدينة تونس العتيقة، وشهرزاد هلال في مدينة تستور، وتحدّثنا عن أجواء رمضان هناك، كما صوّرت مع الممثلة نادرة لملوم في مدينة سيدي بوسعيد، وكانت كل الحلقات شيّقة وراقية بمحتواها وضيوفها”. وعن الطرائف التي حصلت لها أثناء التصوير، تقول صاحبة برنامج “فنون” على موجات الإذاعة الوطنية التونسية: “في الغالب كنّا نصوّر حلقات البرنامج قبل حلول رمضان، لعرضها مع حلول الشهر الكريم.. الأمر الذي يتطلّب منا عند وقوفنا على المونتاج التدقيق والتركيز على المارين والدكاكين، فربمّا يمرّ مواطن وهو يأكل في وضح النهار، أو نمرّ بمطعم أو مقهى مفتوح، فنضطّر إلى حذف المشاهد كي تتوافق مع أجواء الشهر الفضيل”. بين سدي محرز ودار التمّار وعن أفضل الحلقات التي بقيت عالقة في ذاكرتها، قالت محدّثتنا: “هما حلقتان، الأولى تلك التي صوّرنا فيها سوق سيدي محرز بالعاصمة تونس، والذي كان سقفه متداعيا للسقوط، فنقلت صوت الناس والباعة بكل أمانة، الذين تحدّثوا عن عميق خوفهم من حدوث كارثة لو استمّر الوضع على ما هو عليه، والذي أسعدني وأثلج صدري حقيقة، أنّه وبعد مرور الحلقة، تدخّلت الدولة، وتمّ ترميم السقف”. وتُواصل نادرة عطية: “كما لا أنسى، الحلقة التي جمعتني بالممثلة رملة العياري الشهيرة بدور “فاطمة” في مسلسل “الخطاب على الباب”، والتي قمنا فيها بزيارة “دار الشاذلي التمّار”، التي صوّرت غالبية أحداث المسلسل بجزأيه فيها، زيارة أبكت رملة التي عادت إلى الدار التي كانت سببا في شهرتها بعد 20 عاما من زمن التصوير، حلقة لاقت قبولا كبيرا من المُشاهدين، سيما من خلال إعادة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي”، وفق تصريحها لبوابة تونس.
أضف تعليقا