“تعدّدت التسميات والمسمّيات للتظاهرات الموسيقية في تونس دون أن تُنتج أغانيَ راسخة في الذاكرة”.. صحفي تونسي يُصرّح
صابر بن عامر
قال الصحفي ناجح مبارك: “تعدّدت التسميات والمسمّيات للتظاهرات الموسيقية في تونس من مهرجان الأغنية إلى مهرجان الموسيقى، وصولا إلى أيام قرطاج الموسيقية، لكنها لم تنتج أغانيَ بقيت في ذاكرة المتلقي الداخلي، فما بالك بالمتلقي العربي؟”.
جاء ذلك ردا على سؤال بوابة تونس: لماذا لم تقدر أيام قرطاج الموسيقية بصيغتها الجديدة من إنتاج أغنية تونسية أو عربية أو حتى عالمية تبقى في الذاكرة؟
ويسترسل: “الفنانون الوتريون هم المسيطرون تاريخيا على المهرجان والتظاهرات الموسيقية، وحتى الأغاني “الخالدة” التي أنتجوها لم يتمّ بثها خارج مهرجان الأغنية أو أيام قرطاج الموسيقية”.
ويستشهد في هذا الخصوص بأغنية “صرخة” المتوّجة في مهرجان الأغنية التونسية عام 1996، والتي كتب كلمتها حاتم القيزاني ولحّنها الراحل محمد علام.
لكنه، يُقرّ، أنّه ورغم نجاحها الجماهيري المحلّي، لم يتمكّن صاحبها الفنان صابر الرباعي من نشرها عربيّا، رغم تعدّد حضوره في العديد من المهرجانات العربية على غرار جرش ومراكش والقاهرة، لأسباب، قال إنّه يجهلها.
وعن مدى قدرة المهرجان على الولوج إلى الذائقة التونسية من عدمه، وهل يعود ذلك إلى تقصير إعلامي من القائمين عليه، أم أنّ ذائقة التونسي تغيّرت في زمن “الراب” وثقافة “الأندر غراوند”، فما عادت الأغاني الوترية الكلاسيكية تُغريه؟
يقول مبارك، مُجيبا عن سؤال بوابة تونس، أنّ سيطرة “السلفية الوترية الموسيقية” على تسيير أمر المهرجان تجعل آليات العمل والاشتغال على الجديد، وولوج عالم الموسيقى الحديثة صعبا.
ويستدلّ بقوله: “وزيرة الثقافة الحالية أمينة الصرارفي موسيقية التكوين والممارسة، ومثلها كان محمد زين العابدين، وكلاهما تكونيه الموسيقي كلاسيكي، الأمر الذي غلب على توجّهاتهما، فلا يمكن لهما إلّا مسايرة السائد وترسيخه”.
وهو في ذلك يرى أنّ الفنانين والموسيقيين الشبان من خريجي المعاهد العليا للموسيقى، لن يتمكنّوا من مخالفة السائد، فينخرطون في تقديم منتوج بمواصفات معيّنة وحسب قوالب جاهزة مألوفة ومتعارف عليها، لينالوا بها الجائزة المرجوّة لا أكثر.
ويوضّح: “فالفنان ذاته لا يفكّر في تأمين انتشار عربي وعالمي لمنتوجه المتوّج، لأنه يبحث عن شرعية داخلية أكاديمية تمكّنه من الولوج في خيوط خارطة دعم الوزارة وبرمجته في مهرجاناتها”، وفق توصيفه.
ويخلص ناجح مبارك إلى أنّه “رغم المجهود الرامي إلى الانفتاح على ألوان موسيقية حديثة في مهرجان أيام قرطاج الموسيقية، وعلى خلاف المسرح والسينما، بقيت الموسيقى التونسية بأصواتها الجيدة حبيسة تصوّرات أهلها وانحصار مخيّلة فاعليها”، وفق تقديره.