عالم

ميدل إيست آي: الحرب على غزة خلقت جبهة عالمية لتحرير فلسطين

دفيد هيرست يعتبر أنّ وقف إطلاق النار لن يكون نهاية كابوس فلسطين وإنما بداية كابوس “إسرائيل”
قال رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، ديفيد هيرست، إنّ ‏الشعب الفلسطيني أثبت للعالم أنه قادر على تحمّل الحرب الشاملة، وعدم التزحزح عن أرضه.
وفي مقاله المنشور على الموقع، قال إنّ الحرب في غزة أصبحت بمثابة المنشور الذي يرى من خلاله جيل جديد من قادة العالم المستقبليين الصراع الإسرائيلي ‏الفلسطيني.
وتابع: “لقد أدت الاحتجاجات المناهضة للحرب، التي أدانتها الحكومات الغربية في البداية باعتبارها معاداة للسامية ثم سنّت قوانين ضدها باعتبارها إرهابا، إلى خلق جبهة عالمية لتحرير فلسطين. إنّ حركة مقاطعة إسرائيل أقوى من أيّ وقت مضى”.
وأضاف أنه “في حرب التحرير، يمكن للضعفاء والأقل تسليحا أن ينجحوا في مواجهة الصعاب العسكرية الساحقة. هذه الحروب هي معارك إرادة. ليست المعركة هي المهمة، بل القدرة على الاستمرار في القتال”، وإنه بعد بعد 15 شهرا من الوحشية، فشلت إسرائيل على كل الجبهات، حسب تعبيره.
وبيّن هيرست في المقال ذاته أنّ الاحتجاجات ضد الحرب، والتي ندّدت بها الحكومات الغربية أولا باعتبارها معاداة للسامية ثم راحت تشرع ضدها باعتبارها إرهابا، أوجدت جبهة عالمية لتحرير فلسطين، بينما غدت حركة مقاطعة “إسرائيل” أقوى من أيّ وقت مضى.
وتابع: “تقف إسرائيل اليوم في قفص الاتهام داخل المحاكم الدولية، وهو أمر لم يسبق أن حدث من قبل. لا يقتصر الأمر على صدور مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ولا على استمرار قضية الإبادة الجماعية المرفوعة لدى محكمة العدل الدولية، وإنما ثمة عدد كبير من القضايا الأخرى التي توشك أن تغرق بها المحاكم في كل واحدة من الديمقراطيات الغربية الكبرى”.
وأضاف: “هناك قضية مرفوعة داخل بريطانيا ضد شركة “بريتش بتروليوم” لقيامها بتزويد “إسرائيل” عبر خط أنابيبها الممتد من أذربيجان إلى تركيا بالنفط الخام، والذي يزعم أنه يستخدم بعد ذلك من قبل الجيش الإسرائيلي”.
علاوة على ذلك، قرّر الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة إخفاء هويات جميع جنوده الذين شاركوا في الحملة على غزة خشية أن تتم ملاحقتهم قانونيا حينما يسافرون إلى الخارج.
ولفت هيرست إلى أنّ شرارة هذا الحراك الكبير كانت قد أطلقتها مجموعة صغيرة من النشطاء أطلقت على نفسها اسم الفتاة هند رجب، التي كانت في السادسة من عمرها عندما قتلتها القوات الإسرائيلية في غزة في جانفي 2024.
وتقدّمت المجموعة التي تتخذ من بلجيكا مقرا لها من المحكمة الجنائية الدولية بأدلة ضد ألف إسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب. تشتمل الأدلة على مقاطع مصورة ومسموعة وعلى تقارير صادرة عن الطب الشرعي وغير ذلك من الوثائق.