عودة ترامب للرئاسة في أمريكا تجبر عمالقة التكنولوجيا على استرضائه وتسوية خلافتهم معه
ستدفع شركة ميتا، المالكة لتطبيق فيسبوك، 25 مليون دولار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء الدعوى القضائية لعام 2021، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
إنهاء الدعوى القضائية
وبذلك، تنهي الشركة التحدّي القانوني لترامب، الذي زعم أنّ منصة التواصل الاجتماعي فرضت عليه رقابة غير قانونية عندما تم تعليق حساباته على فيسبوك وإنستغرام.
وجاء ذلك بعد تعليق الرئيس على منصات ميتا في أعقاب هجوم الكابيتول في 6 جانفي 2021، وهي الخطوة التي تأتي في الوقت الذي تسعى فيه ميتا إلى تهدئة التوترات مع ترامب.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنّ نحو 22 مليون دولار من مبلغ التسوية ستذهب إلى مكتبة ترامب الرئاسية بينما سيخصّص الباقي للرسوم القانونية والمدّعين الآخرين المتورطين في القضية، نقلا عن أشخاص -لم تسمّهم- مطّلعين على الاتفاق والذين أشاروا إلى أنّ ميتا لم تعترف بارتكاب أيّ مخالفات.
ووقّع ترامب على الاتفاق في البيت الأبيض أمس الأربعاء، حسب شبكة “سي إن إن” التي نقلت عن مصدر -لم تسمّ- قوله إنّ ترامب والرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ ناقشا الدعوى القضائية في نوفمبر بعد انتخاب ترامب.
وتمت إعادة تفعيل حسابات ترامب على فيسبوك وإنستغرام في جانفي 2023، لكن أحد محامي ترامب قال في المحكمة إنّ التأثير المخيف ما يزال قائما على الحسابات، التي كانت عرضة لعقوبات أعلى من المعتاد في حالة تكرار المخالفات.
ولم تعلّق شركة ميتا على الدعوى القضائية، لكنها أكّدت تقرير الصحيفة بشأن هذه المسألة.
ترامب وزوكربيرغ
وتقدّر فوربس صافي ثروة ترامب بنحو 5.8 مليار دولار، وثروة زوكربيرغ بنحو 233.6 مليار دولار اعتبارا من أمس الأربعاء.
وأصلح زوكربيرغ علاقاته مع ترامب في الأشهر الأخيرة، ما يُعدّ تحوّلا كبيرا بعد تصريحات ترامب السابقة بأن زوكربيرغ يستحق “قضاء بقية حياته في السجن”.
ولم يؤيّد الرئيس التنفيذي لشركة ميتا ترامب خلال انتخابات 2024، رغم إشادته بالرئيس عقب محاولة اغتياله في جويلية.
وحضر زوكربيرغ حفل تنصيب ترامب بعد أن تبرّعت ميتا بمليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس.
كما أعلن زوكربيرغ في الآونة الأخيرة أنّ الشركة ستتخلّى عن برنامج التحقّق من الحقائق، وإزالة التدابير الذي كان أساس اتهامات ترامب بالتحيز.
فضلا عن ذلك، تقرّب زوكربيرغ من أصدقاء ترامب، حيث ضم في الآونة الأخيرة رئيس فنون القتال المختلط، دانا وايت، وهو صديق قديم لترامب، إلى مجلس إدارة ميتا.
من جانبه، قال ترامب إنّ تغييرات سياسة ميتا كانت، على الأرجح، مرتبطة بتهديداته ضد زوكربيرغ، فيما أكّد زوكربيرغ في مكالمة أنّ إدارة ترامب “تعطي الأولوية للتكنولوجيا الأمريكية”.
وفي سياق متصل، سعى المؤسس المشارك لشركة أمازون، جيف بيزوس، إلى تحسين علاقته المتوترة مع ترامب بعد الانتخابات، حيث تبرّع بمليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس. وقال في مؤتمر DealBook الذي نظمته صحيفة نيويورك تايمز إنه “متفائل للغاية” بشأن ولاية ترامب الثانية.
تسويات أخرى
لم تكن ميتا هي الشركة الوحيدة التي توصّلت إلى تسوية للمطالبات القانونية مع ترامب بعد عودته إلى منصبه.
فقد توصّلت شبكة إيه بي سي إلى تسوية مع الرئيس مقابل 15 مليون دولار الشهر الماضي بشأن دعوى تشهير اتهم فيها المذيع جورج ستيفانوبولوس بالإدلاء بتصريحات غير دقيقة.
وهي الخطوة المثيرة للجدل التي زعم بعض المنتقدين أنها قد تشكّل سابقة سيئة وتدعو إلى رفع المزيد من الدعاوى القضائية ضد منافذ الأخبار.
وكما هو الحال مع تسوية ميتا، ستذهب غالبية أموال “إيه بي سي” إلى مكتبة ترامب الرئاسية.
وحسب ما ورد، تدرس “سي بي إس” تسوية مع ترامب بشأن دعوى الرئيس التي يتهمها فيها “بالتدخّل في الانتخابات” بسبب الطريقة التي قامت بها بتحرير مقابلة مع كامالا هاريس، سعيا للحصول على تعويضات بقيمة 10 مليار دولار، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
تعليق حسابات ترامب
يُذكر أنّ شركة ميتا علّقت حسابات ترامب على منصاتها بعد وقت قصير من قيام العشرات من أنصاره بأعمال شغب في مبنى الكابيتول في 6 جانفي 2021، حيث صرّح زوكربيرغ في ذلك الوقت إنّ ترامب اختار “استخدام منصته لتأييد تصرفات أنصاره بدلا من إدانتها”.
وفي صيف عام 2021، قرّرت الشركة تعليق حساب ترامب لمدة عامين، ولكن أعيد تفعيل حساباته لاحقا في 2023 مع تعيين حماية وقائية لردع تكرار مخالفات سياسات فيسبوك.
كما تم تعليق حساب ترامب على تويتر في أعقاب هجوم الكابيتول، وأعيد تفعيل الحساب في 2022 بعد فترة وجيزة من سيطرة الملياردير التكنولوجي وداعم ترامب إيلون ماسك على المنصة، وتغيير اسمها إلى إكس.
على الجانب الآخر، ينصبّ تركيز ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي إلى حدّ كبير على منصة تروث سوشيال، وهو تطبيق وسائط اجتماعية يميني بديل تمتلكه مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا.