رياضة

مونديال قطر… المحطّة الأخيرة لصفوة نجوم العالم

سيكون مونديال قطر المحطّة الأخيرة لجيل من النجوم تصدّر المشهد الكروي لسنوات، وصنع فصلا كاملا في تاريخ الكرة وذاكرة المشجّعين وسِجّل المنتخبات والفرق.

لاعبون كثر سيعلنون الاعتزال بعد الحدث العالمي -كما صرّحوا في وقت سابق- أو ربّما يجبرهم التقدّم في السنّ على القرار الصعب.

رحيل أسماء لامعة سيكون عاملا في خدمة النسخة العالمية في قطر، من حيث التغطية والاهتمام الإعلاميين بكبار اللاعبين.

الأخيرة لميسي 

قد لا يستوعب عشّاق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أنّ موعد رحيله عن الملاعب قد حان، فهو الذي رافقهم لـ18 عاما، وكان سببا في متابعة جيل كامل لكرة القدم. 

ميسي (35 عاما)، لن يعتزل الكرة نهائيا بعد كأس العالم، لكنّه لن يلعب مجدّدا بقميص الأرجنتين في المونديال، وقد تكون آخر مبارياته الدولية على الأراضي القطرية. 

النجم العالمي صرّح قبل يومين، بأنّ المونديال القادم سيكون آخر كأس عالم يخوضها في مسيرته، دون تقديم التفاصيل. وقد يكون إعلان الاعتزال مرتبطا بنتائج منتخب التانغو نهاية هذا العام، وهو الذي يرغب في التتويج.
ميسي لن يكون الأرجنتيني الوحيد الذي سيعتزل تمثيل منتخب بلاده، فرفيقه وصديقه أنخيل دي ماريا (34 عاما) هو الآخر لن يلعب دوليا بعد المونديال، لينهي الجيل الكبير للكرة الأرجنتينية.

أفلَ نجم رونالدو 

إذا كان ليونيل ميسي قد أفصح عن نيّته الاعتزال قبل أيام، فإنّ النجم البرتغالي أعلن ذلك منذ سنة 2020، عندما قال إنّ مونديال قطر سيكون الأخير له مع البرتغال.

رونالدو صاحب الـ36 عاما، لن يكون قائدا لمنتخب “برازيل أوروبا” بعد كأس العالم القادمة. 

ولعلّ الضغوط التي يتعرّض لها في الآونة الأخيرة والانتقادات التي طالته من جماهير البرتغال ومطالبة البعض بإبعاده، قد تكون عوامل مؤثّرة لدفعه إلى الاعتزال دوليا.

كريستيانو الذي يلعب للبرتغال منذ سنة 2003، حطّم أرقاما قياسية وحقّق نتائج وبطولات مُبهرة، يريد أن يكون ختامها مسكا مع كتيبة المدرّب فيرناندو سانتوسن، فهو الذي طمح إلى الفوز باليورو وتُوّج به في المحاولة الرابعة، ها هو يشارك في المونديال الخامس ويحلم باللقب.

العمر لا يرحم 

من الجيل المعاصر لرونالدو وميسي، نجد روبيرت ليفاندوفكسي ولوكا مودريتس؛ وهما نجمان عالميان صنعا المجد في الملاعب العالمية، لن يتمكّنا من لعب كأس عالمية أخرى سنة 2026، بسبب تقدّمهما في السن، على الرغم من عطائهما الغزير في الدوري الإسباني مع برشلونة وريال مدريد.

ليفاندفسكي البولندي صاحب الـ34 عاما، سيكون من بين صفوة النجوم في كأس العالم بقطر، وسيودّع الجماهير على أمل تحقيق نتيجة إيجابية تُضاف إلى سجلّه الدولي وإلى تاريخ بولندا.

أما مودريتش قائد كرواتيا ووصيف البطل في مونديال روسيا، فسيكون من الجميل أن يعتزل وهو في قمة عطائه رغم الـ38 عاما التي كُتبت في عمره.

في القائمة أيضا مُدافِعَا البرازيل وإسبانيا، فتياغو سيلفا وجيرارد بيكيه، سيعتزلان بعد كأس العالم.

بيكيه نجم البرسا وبطل دورة 2010، سيكون محظوظا بلعب نسخة أخرى من المونديال، عساها تكون أفضل من مشاركتي البرازيل سنة 2014 وروسيا سنة 2018.

أما تياغو (37 عاما)، مدافع ميلان وباريس سان جيرمان سابقا وتشيلسي حاليا، فلا غاية له سوى إنهاء المسيرة على منصّة التتويج العالمية مع البرازيل.

العمر لن يسمح لقائد الأوروغواي لويس سواريز (35 عاما) بالاستمرار في الملاعب العالمية، فقد خفت نجمه مع الفرق وعاد إلى بلاده، وستكون مشاركته في كأس العالم بقطر مناسبةً لإنهاء قصّة رائعة في كرة القدم.

كما ستفتقد الجماهير بعد كأس العالم مرمى ألمانيا دون مانويل نوير، فالرجل بلغ من العمر 36 عاما ولن يكون قادرا على الاستمرار. 

اعتزال نوير المتوقّع، سيكون مناسبة جيّدة لإتاحة الفرصة لجيل جديد من حرّاس المرمى في ألمانيا.

بنزيما… العودة والرحيل 

على الرغم من نجوميته ومسيرته المبهرة وتتويجاته الكثيرة مع ريال مدريد لسنوات، لم يكن كريم بنزيما محظوظا على المستوى الدولي، بسبب سوء الحظ.

اللاعب، اعترضته مشاكل كبرى في مسيرته الدولية منعته من كتابة أيام جميلة مع منتخب فرنسا، فحُرم من التتويج بالنسخة الماضية، بسبب مشاكله مع الإطار الفني.

كريم، عاد منذ سنتين بدعوة من المدرّب ديديه ديشان وهو في سن الـ34، لتكون الفرصة الأخيرة لكتابة بعض الأسطر في السجلّ الدولي، في إطار ملحمة الدفاع عن اللقب في قطر.

لن يكون كريم قادرا على لعب كأس عالمية أخرى مع فرنسا بسبب السن، وعلى منافسة الجيل اللامع للمواهب الفرنسية الصاعدة في السنوات الأخيرة.

نيمار توقّفَ مبكّرا 

إذا كان إعلان الأسماء السابق ذكرها عن الاعتزال مبرّرا لأسباب أغلبها تتعلّق بالسن، فإنّ قرار نيمار إيقاف الرحلة مع البرازيل إثر دورة قطر كان مفاجئا، فأيقونة الكرة البرازيلية ما تزال قادرة على تقديم المزيد حسب جماهير منتخب السيلساو.

وقد برّر نيمار (30 عاما) قراره بأنّه لم يعد قادرا على تحمّل ضغط المباريات، لكن ضغط الجمهور ورغبته في رؤية نيمار مجدّدا بقميص البرازيل قد يدفعانه إلى العدول عن قراره.

وقد يكون لنتيجة السيلساو في كأس العالم، دور كبير في تحديد مصير نيمار دوليا.