عالم

موقع بريطاني: لندن أرسلت طائرتي تجسّس فوق غزة أثناء تبادل الأسرى

سلاح الجو البريطاني يخرق اتفاق التبادل ويرسل طائرتي تجسّس إلى غزة لجمع معلومات قد يستخدمها الاحتلال مستقبلا

معتقلو 25 جويلية

كشف موقع إخباري بريطاني النقاب عن تحليق طائرتين استطلاعيتين تابعتين لسلاح الجو البريطاني فوق شرق المتوسط.

وتمّ ذلك أثناء عمليّة تبادل الأسرى في قطاع غزة.

وقال موقع “ “Declassified، الأحد، إن “سلاح الجو الملكي أرسل طائرتي استطلاع باتجاه غزة منذ وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحماس.

مراقبة عمليّة التبادل

وأضاف الموقع، الذي يجري أبحاثا حول عمل المؤسسات العسكريّة والاستخباراتية: “حدثت الرحلتان أثناء عملية تبادل الأسرى.

وتابع: “انطلقت أول رحلة تجسس من قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في قبرص في الساعة 13:32 بتوقيت غرينيتش”.

ثمّ عادت في الساعة 18:59 في 19 جانفي المنصرم، وهو اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وأردف: “أوقفت الطائرة أجهزة الإرسال والاستقبال فوق شرق البحر المتوسط، الأمر الذي أثار تساؤلات حول ما كانت تفعله على وجه التحديد في الجو بينما كانت حماس تطلق سراح الأسيرة البريطانية الأخيرة المتبقية، إميلي داماري.

وأشار إلى أن “الرحلة الثانية غادرت من قاعدة أكروتيري في 25 جانفي الماضي الساعة 09:26 بتوقيت غرينيتش”.

ثمّ عادت إلى القاعدة الساعة 15:44 وأوقفت مرة أخرى أجهزة الإرسال والاستقبال فوق شرق المتوسط أثناء عملية تبادل الأسرى الثانية.

ونقل الموقع عن وزارة الدفاع أن “الطائرة لم تدخل المجال الجوي لغزة وعملت طول الوقت وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار”.

جمع معلومات للمستقبل

ومع ذلك، يرى موقع “Declassified” أن “هذا النفي لن يمنع طائرة التجسس من طرازShadow R1  من جمع لقطات مراقبة لحركة الأسرى من المجال الجوي الإسرائيلي.

فضلا عن إجراء المزيد من جمع المعلومات الاستخباراتية لدعم إسرائيل في أماكن أخرى.

وأضاف: “لم ترد الدفاع البريطانية على أسئلتنا حول ما إذا كانت طائرات التجسس جمعت معلومات استخباراتية عن غزة من المجال الجوي الإسرائيلي.

أما وزارة الخارجية البريطانية، فقالت إن طائرات المراقبة “غير مسلحة” و”مهمتها فقط تحديد مكان الرهائن”، وفق ما نقل الموقع ذاته.

واعتبر أن هذا الرد “يثير تساؤلات جدية حول سبب استمرار إرسال طائرات التجسس إلى المنطقة أثناء إطلاق سراح الأسرى.

ونقل عن زكي صراف، المسؤول القانوني في المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين (مقره المملكة المتحدة) قوله: “منذ أشهر، قالت الحكومة إن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني التي تحلق حول غزة تُستخدم فقط لتحديد مكان الأسرى، فلماذا ما تزال هذه الرحلات مستمرة الآن بعد توقف الأعمال العدائية؟.

ويشير الموقع الإخباري إلى أن “رحلات التجسس كانت محاطة بالسرية منذ إرسالها لأول مرة إلى غزة في ديسمبر 2023”.

ويطالب الناشطون الآن بإجراء تحقيق “في تبادل المعلومات الاستخباراتية بين بريطانيا وإسرائيل.

وأضاف صراف: “إن طائرات شادو آر 1 المستخدمة متخصصة في تحديد الأهداف”.

وتابع: “من غير الواضح سبب استخدامها في المقام الأول، لكن استمرار استخدامها يثير مخاوف أكثر خطورة بشأن غرضها الحقيقي.

وتابع: “يستحق الشعب البريطاني الوضوح، هناك حاجة ماسة إلى تحقيق شامل وعام في تواطؤ المملكة المتحدة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، بما في ذلك هذه الرحلات (..) المساءلة ببساطة غير قابلة للتفاوض، فالمخاطر عالية للغاية.

خرق الاتفاق

وذكّر الموقع البريطاني بأن “نص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يشير إلى أنه في المرحلة الأولى: يجب أن تتوقف جميع عمليات الطيران (العسكرية والاستطلاعية) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات في اليوم، و12 ساعة في الأيام التي يتم فيها تبادل الأسرى.

وقال: “لم يكن هذا الشرط مصممًا فقط لمنح الفلسطينيين راحة من القصف الإسرائيلي، بل وأيضًا لطمأنة حماس بأن إسرائيل لن تجمع معلومات استخباراتية عن تحركات الأسرى ومواقعهم.

وأضاف: “بما أن المملكة المتحدة ليست من الدول الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار، فإن حماس ترى أن رحلات التجسس جعلت بريطانيا متواطئة مع الاحتلال الصهيوني عندما تم إطلاقها في ديسمبر 2023.

وتابع: “لذلك فإن قرار إرسال رحلات تجسس إلى المنطقة أثناء تبادل الأسرى قد يثير الشكوك في أن بريطانيا انتهكت روح وقف إطلاق النار، إن لم يكن حرفيًا.

وأردف: “كما تثير رحلات التجسس هذه احتمال استخدام القوات الإسرائيلية لقطات المراقبة التي قدمتها المملكة المتحدة لإجراء عمليات عسكرية مستقبلية في غزة.

كما كشف الموقع البريطاني أن طائرات شادو آر 1 تستطيع جمع المعلومات من أجل “تحديد الأهداف.

وفي 19 جانفي الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى من 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما.

ويتم في الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.