“لا يمكننا أن نكون صامتين. هذه هي لحظة الحقيقة بالنسبة إلى الملايين في جميع أنحاء العالم، من الذين يقدّرون الكرامة الإنسانية، ونحن الموسيقيين لسنا استثناءً. نحن نقف من أجل الحياة، من أجل الحب، من أجل العدالة، ومن أجل السلام”، بهذه الكلمات وقّع أكثر من 1800 موسيقي عالمي وعربي رسالة طالبوا فيها بوقف إطلاق النار في غزة.
الفنانون الموقّعون طلبوا من كل الموسيقيين الانضمام إليهم والتوقيع على الرسالة عبر الموقع الإلكتروني الخاص، الذي حمل عنوان “موسيقيون من أجل فلسطين”.
لا للصمت
وأشار الموقّعون في رسالتهم إلى أنّ “الكارثة الإنسانية التي تتكشّف لنحو 2.3 مليون فلسطيني في غزة، نصفهم من الأطفال، هي (حالة نموذجية من الإبادة الجماعية)، على حد تعبير الباحث الإسرائيلي البارز المقيم في الولايات المتحدة في مجال الإبادة الجماعية راز سيغال، والمسؤول السابق في مجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة كريغ مخيبر، ولا يمكننا أن نكون محايدين في مواجهة هذا الظلم”، وفق ما نقله موقع العربي الجديد.
واستعادت الرسالة واقع قطاع غزة منذ بدء الحصار -وفق الموقّعين- قولهم: “لا يمكننا أن نصمت بينما 17 عاما من الحصار الإسرائيلي، الذي أصبح الآن حصارا كاملا، جعل غزة مكانا غير قابل للعيش فيه على الإطلاق. وجميع مياهها تقريبا غير صالحة للاستهلاك البشري. لقد انهار نظام الرعاية الصحية فيها إلى حد كبير. ويعاني غالبية أطفالها من فقر الدم، ويُعاني العديد منهم من سوء التغذية الحاد”.
وتُضيف الرسالة: “بصفتنا موسيقيين، نحن نرفع صوت المظلومين. إننا ندين بلا تردّد القمع بكل أشكاله، كما ندين إيذاء المدنيين من دون تردّد، مهما كانت هويتهم. وكما يذكّرنا الفيلسوف البرازيلي المتحرّر باولو فريري، فإنه لكي ننهي كل أعمال العنف، يتعيّن علينا أن نعمل بلا كلل لإنهاء سببها الجذري، ألا وهو القمع”.
وشدّد الموقّعون: “لا يمكننا أن نصمت بعد 75 عاما من الاحتلال العسكري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، كما وصفته منظمات حقوق الإنسان الدولية والفلسطينية وأخرى إسرائيلية”.
كما أكّد الموقّعون أنّهم يقفون “بحزم ضدّ جميع أشكال العنصرية، بما في ذلك معاداة السود ومعاداة السامية وكراهية الإسلام والعنصرية المعادية للعرب والمعادية للفلسطينيين”.
وتُضيف الرسالة -وفق موقع العربي الجديد- أنّ أولئك الذين يجرّدون مجتمعات أو شعوب بأكملها من إنسانيتها أو يشوّهونها أو يلومونها بشكل جماعي لا يمكن إلّا أن يعيقوا تحرّرنا الجماعي.
ويقول الموقّعون: “نحن نتحدّث معا تضامنا مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة والحقوق المتساوية. نحن نؤيّد حرية الناشطين والفنانين على مستوى القاعدة الشعبية في جميع أنحاء العالم في الدعوة والمشاركة في الوسائل السلمية لتحقيق المساءلة ومحاربة الظلم والسعي إلى الحرية والسلام العادل والكرامة.. لا يمكننا أن نكون صامتين”.
وأسوة بالسابقين أكّد الموقّعون: “نحن نستمدّ الإلهام من فنانين ضدّ الفصل العنصري الذين ساعدوا في إنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. نحن نرفض السماح باستخدام موسيقانا لتبييض القمع وانتهاكات حقوق الإنسان في أيّ مكان. ونحن نصرّ على أن تتوقّف جميع الحكومات عن إرسال الأسلحة والتمويل العسكري إلى إسرائيل وإلى أيّ دولة أخرى متورّطة في جرائم ضدّ الإنسانية”.
وطالب الموسيقيون في نهاية الرسالة، بـ”وقف فوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة وإنهاء الحصار”.
نجوم السينما يندّدون
وهذه ليست المرّة الأولى التي يُوقّع فيها فنانون عالميون رسالة مفتوحة تدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ففي أكتوبر الماضي وقّع أكثر من ألفيْ شخصية سينمائية عالمية على رسالة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وجاء في الرسالة: “إنّنا نشهد جريمة وكارثة. وقد حوّلت إسرائيل جزءا كبيرا من قطاع غزة إلى أنقاض، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن 2.3 مليون فلسطيني. وعلى حد تعبير وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإنّ “شبح الموت” يخيّم على المنطقة. إنّ غزة هي بالفعل مجتمع من اللاجئين وأطفال اللاجئين”.
وتُضيف الرسالة التي وقّعها عدد من صناع السينما العالمية: “والآن، وبعد تعرّض مئات الآلاف منهم للقصف من الجو والبحر والأرض، يُطلب من الفلسطينيين مرة أخرى، الذين أُجبر أجدادهم على ترك منازلهم تحت فوهة البندقية، أن يهربوا أو يواجهوا عقابا جماعيا على نطاق لا يمكن تصوّره. لقد جُرّدوا من حقوقهم، ووصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي بأنّهم “حيوانات بشرية”، وأصبحوا أشخاصا يمكن فعل أيّ شيء لهم تقريبا”.
وأكّد المخرجون والممثلون والمنتجون في رسالتهم: “حكوماتنا لا تتسامح مع جرائم الحرب فحسب، بل تساعدها وتحرّض عليها. سيأتي وقت تتمّ فيه محاسبتهم على تواطؤهم. ولكن في الوقت الحالي، بينما نُدين كل أعمال العنف ضدّ المدنيين وكل انتهاك للقانون الدولي أيّا كان مرتكبه، فإنّ التزامنا يتلخّص في بذل كل ما في وسعنا لوضع حدّ للقسوة غير المسبوقة التي تُلحق بغزة”.
وشدّد الموقّعون في نهاية الرسالة، بقولهم: “نحن ندعم الحركة العالمية ضدّ تدمير غزة والتهجير الجماعي للشعب الفلسطيني. ونطالب حكوماتنا بإنهاء دعمها العسكري والسياسي للأعمال الإسرائيلية. ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح معابر غزة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.