تونس

موديز: البنوك التونسية معرضة لخسارة 110٪من أموالها الذاتية

يقدر مستوى الخسائر المحتملة للبنوك التونسية نتيجة إقراضها الدولة في شكل سندات خزينة، بحوالي 110٪ (1.1 مرة) من إجمالي الأموال الذاتية، ويكون مستوى المخاطر أعلى بكثير في صورة احتساب قروض البنوك للمؤسسات العمومية والقروض الممنوحة للدولة بالعملة الأجنبية، وفق تقرير نشرته وكالة الترقيم الائتماني “موديز”. 


وكانت “موديز”، قد خفضت أمس الثلاثاء، الترقيم الائتماني للودائع طويلة المدى لمجموعة من البنوك التونسية من CAA1 إلى CAA2 مع آفاق سلبية. 


ويخص تخفيض الترقيم  بنك الأمان والبنك التونسي وبنك تونس العربي الدولي والشركة التونسية للبنك. 
وبالتوازي مع ذلك، أعلنت الوكالة على محافظة البنك العربي لتونس على ترقيمه في مستوى CAA1 مع نظرة مستقبلية سلبية، مؤكدة أن تخفيض ترقيم البنوك التونسية يأتي نتيجة دراسة وضعيتها المالية انطلاقا من 4 أكتوبر 2022. 


كما أشارت الوكالة إلى أن البنوك التونسية قد تعرضت لمخاطر إعادة التمويل قصير المدى من قبل المركزي التونسي، موضحة أن قيمة إعادة التمويلات ارتفعت إجمالا بشكل ملحوظ لتصل إلى 14 مليار دينار في جانفي 2023 مقابل 8 مليار دينار في ديسمبر 2022. 


وتوقعت “موديز” أن تشتد في المستقبل مصاعب البنوك من حيث تلبية حاجياتها التمويلية خصوصا إذا ما لم تتطور ودائع الحرفاء، مبينة أن هذه الوضعية ستتعقد في علاقة مباشرة بالمناخ التشغيلي للقطاع البنكي في ظل وضع يتسم بارتفاع عجز الميزانية ولجوء الدولة إلى الاقتراض من البنوك لتغطيته.


أما في مستوى تخفيضها آفاق 5 بنوك تونسية كبرى فقد عللت ذلك بتقديرها لترقيم الحكومة التونسية في مستوى CAA2 مع نظرة مستقبلية سلبية متوقعة أنه في صورة عدم تحسن آفاق التمويل الخارجي للبلاد، فإن احتمال تعثر السلط التونسية أو تسجيلها خسائر كبرى نتيجة عدم الإيفاء بالتزاماتها، سيتجاوز مستوى تصنيفها عند CAA2 إلى مستوى أكثر تدنيا.


وقيّمت “موديز” إجمالا وضعية الدين العمومي التونسي بأنها في تدهور وحتى في صورة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي فإن آفاق التمويل تبقى مرتبطة بدخول الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية حيز التنفيذ بشكل سريع وهو ما تستبعده الوكالة نظرا إلى ضعف الحوكمة والمخاطر الاجتماعية. 


وترى “موديز” بشكل عام أن نظرتها السلبية المستقبلية إلى تونس تعكس تحديات جمّة اجتماعية وسياسية ومؤسساتية تحدّ من إمكانيات الإصلاح الاقتصادي.