أغلق مئات العمال الغاضبين في فرنسا الخميس 23 مارس، مدخل مطار شارل ديغول بالعاصمة باريس، فيما اجتاح العشرات إحدى القاعات الداخلية للمطار، وذلك ضمن سلسلة تحركات تصعيدية جديدة تنفذها النقابات العمالية الكبرى في البلاد، ردا على إقرار الحكومة الفرنسية قانون الرفع في سن التقاعد.
وأعلنت مصادر إعلامية متطابقة عن تعطل عشرات المرافق الحيوية خاصة في قطاع النقل، حيث توقفت محطات القطارات بعد تجمع آلاف المتظاهرين وإغلاقهم السكك الحديدية، إلى جانب توقف خدمات الكهرباء، كما أغلقت عديد المدارس بعد انضمام المعلمين إلى المسيرات الاحتجاجية.
وعطلت أكوام من الحطام التي أشعل فيها المتظاهرون النار حركة المرور في إحدى الطرقات السريعة بمدينة تولوز جنوب غرب البلاد، كما تسببت الإضرابات في إغلاق طرق بمدن أخرى، بعض الوقت بعد قيام سواق الشاحنات بتركيز عدة حواجز.
وتأتي هذه الموجة التاسعة من التحركات في فرنسا عقب مقابلة تلفزيونية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأربعاء، أعلن خلالها عن دخول التعديل في سن التقاعد المثير للجدل، حيز التطبيق بحلول نهاية العام الجاري.
وبالتزامن مع الإضرابات التي أصابت عدة قطاعات بحالة من الشلل، حذّرت منظمة العفو الدولية من “الاستخدام المفرط للقوة والتوقيفات التعسّفية” التي تخللت المظاهرات، داعية السلطات إلى “ضمان سلامة المتظاهرين”.
ودانت منظمة العفو “الاستخدام التعسفي للهراوات”، مشيرة إلى أن “عدة وسائل إعلامية وثّقت استخداما كثيفا للغاز المسيل للدموع لقمع متظاهرين سلميين”.