مواصلة لتكريمها القامات التونسية الخالدة، ارتأت الهيئة المديرة لمهرجان الأغنية التونسية في نسخته الحادية والعشرين، الاحتفاء، مساء اليوم الجمعة 10 مارس، بعلمين آخرين من أعلام الأغنية التونسية، بعد السهرة الأولى التي احتفت بمحمد الجموسي ونعمة بصوتيْ صابر الرباعي ويسرى المحنوش، والثانية المُحتفية بدورها بالهادي الجويني وعلية بصوتيْ محمد الجبالي -الذي عوّض في آخر لحظة لطفي بوشناق، نظرا إلى وجود الأخير خارج تونس- وألفة بن رمضان، فالأخيرة المُحتفية بعلي الرياحي وصليحة، وذلك عبر صوتين من خيرة الأصوات التونسية الحالية صلاح مصباح وآية دغنوج على الترتيب.

وعلي الرياحي (1912-1970)، فنان مُجدّد لم يمنعه انفتاحه على العصر من الحفاظ على أصالة الأغنية التونسية، وهو الذي قدّم أجمل الأغاني إلى جمهوره التونسي والعربي منذ أربعينات القرن الماضي، نحو “عايش من غير أمل”، “قالتلي كلمة”، “زينة يا بنت الهنشير”، “ياللّي ظالمني”، “يا شاغلة بالي”، “العالم يضحك”، “تكويت وما ڨلت احّيت”، “ما تفكّرشي ما تفكّرشي”، وغيرها.

فنان ذابت روحه من أجل فنّه، وهو الذي توفّي على خشبة المسرح.

أما صليحة (1914-1958)، فيلقّبها النقاد بصاحبة الحنجرة الذهبية، التي ذاع صيتها في الأغاني البدوية و”الهنك” التونسي الأصيل.

الراحلة صليحة حفرت اسمها في الذاكرة الجمعية التونسية والمغاربية بأحرف عبر أغانٍ مرجعية كـ”أم الحسن غنّات”، “عرضوني زوز صبايا”، “يا خيل سالم”، “ياللّي بعدك ضيّع فكري”، “يا لايمي عالزين”، وغيرها من الأغاني الخالدة.

ولأنّ القامتين شاهقتان صوتا ومسيرة، فإنّ من سيُنشدان سجّلهما، الليلة، لا يقلّان قيمة عنهما، فصلاح مصباح موسيقي وملحن ومطرب تونسي صاحب صوت رخيم وقويّ معا، غنّى للوطن والحب والحياة، من أشهرها “يا أم السواعد سمر يا تونس الخضراء”، “يامّا الأسمر دوني”، “قالت مستحيل”، كما قام بتلحين موسيقى المسلسل الكوميدي “اضحك للدنيا 2” وغنّى شارة بداية مسلسل “ضفائر” ونهايته.

قدّم العديد من العروض الموسيقية -محليا وعربيا- والتي ناهزت الـ800 عرض.

أما آية دغنوج، ففنانة شابة عرفها الجمهور التونسي فالعربي من خلال مشاركتها في برنامج المواهب العربي “ذي فويس”، أين تألّقت، لتنحت طريقها رويدا في عالم الموسيقى عبر إعاداتٍ لبعض الأغاني التراثية، الخاصّة بجهة الكاف (شمال غرب تونس)، أبرزها “ناڨوز تكلّم” من إخراج صالح القلعي وتوزيع محمد رزقي، إلى جانب مُشاركتها في عرض “24 عطر” لمحمد علي كمون.

وتعمل دغنوج، حاليا، على تنويع تجربتها الغنائية عبر مجموعة من الأغاني التي في طريقها للإنجاز باللهجات المصرية واللبنانية والخليجية.

جمع وإعداد: صابر بن عامر