مهرجان “الأيام الرومانية” يُعيد الألق إلى مسرح الجم بعد عامين من الغياب


يتجدّد الموعد بالمسرح الأثري بالجم (وسط تونس)، بين 17 و20 مارس/ آذار الجاري، مع نسخة جديدة لمهرجان “الأيام الرومانية” في دورة خامسة تأجلت لموسمين متتاليين بسبب فيروس كورونا.

وتستعيد الحياة الثقافية والأنشطة الترفيهية، بهذه العودة، عافيتها تزامنا مع العطلة المدرسية لموسم الربيع ليتسنى للأطفال وخاصة التلاميذ مواكبة جميع ورشات الدورة ومحاورها.

وتشتمل برمجة 2022 على قائمة طويلة من الورشات على غرار الفسيفساء والخزف والجلد والرسم والألعاب الرومانية إلى جانب ورشات الجندي الصغير والرماية بالسهام وصكّ العملة.

وتتضمن، أيضا، عدة أركان جديدة منها المعارض والطب الروماني وعرض الموسيقى الرومانية وعرض فيلم “تيسدوروس”، الإسم الروماني لمدينة الجم، ومداخلات بشأن الرسم والآلات الموسيقية في العهد الإغريقي.

وتتوّج التظاهرة بالعرض الفرجوي للمصارعين الرومان زيادة على عرض راقص وآخر موسيقي وجميعها مفتوحة للعموم مجانا.

وفي محافظة المهدية بتونس، تحديدا في مدينة الجم الساحلية، والتي كانت تسمى في العصور القديمة تِيسْدْرُوسْ، ما يزال المسرح الروماني العظيم المشهور بقصر الجم (أو مدرج الجم) يقف شامخا كواحد من أعظم الآثار الرومانية بأفريقيا.

وشيّد القصر منذ أكثر من 1800 سنة، وبالرغم من ذلك، فإنه ما يزال يستقبل العروض والمهرجانات الفنية الإنسانية المسالمة، وليس كما كان الأمر زمن إنشائه مسرحا للعروض الدامية، وعروض المصارعة وقتال العبيد.

وتُرجح أغلب الروايات بشأن تشييده أن الإمبراطور الروماني، غورديان الثاني، هو من أمر ببنائه سنة 238 ميلادية ليكون مسرحا رومانيا عظيما يضاهي نظيره في عاصمة الإمبراطورية في روما؛ ويتجاوزه جمالا وروعة.

وعالج المصمّمون أثناء عملهم كافة الأخطاء الهندسية التي وقعت في بناء المدرج الروماني الأكبر والأسبق، ولذلك ظل مدرج الجم في نظر علماء الآثار والمؤرخين عملا معماريا وفنيا من الطراز الأول، يشهد بالرقي لهذه المدينة.

وقد شكّل المدرج على مدى العصور مسرحا لأحداث تاريخية عظيمة، إذ حصلت فيه العديد من الأحداث التي غيّرت وجه التاريخ الإنساني. وكانت مدارج القصر تتّسع لحوالي 35 ألف متفرج.

وهو بذلك يعدّ من أكبر مسارح العالم، ويشارك ضمن قائمة المسارح العظيمة مثل كولوسيوم روما المصنف من عجائب الدنيا السبع، ومسرحي كابوا وبوتسولي. وقد أدرجته اليونسكو على لائحة مواقع التراث العالمي في سنة 1979.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *