صابر بن عامر
انطلقت، مساء أمس الثلاثاء 7 مارس، بفضاء مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تونس، النسخة الـ21 من مهرجان الأغنية التونسية التي تتواصل إلى غاية الـ12 من الشهر، وتحمل شعار “الدنيا غناية”، وذلك بحضور وزيرة الشؤون الثقافية التونسية حياة قطاط القرمازي وعدد من الممثلين الدبلوماسيين المعتمدين في تونس، وكوكبة من الفنانين والإعلاميين التونسيين والعرب.
وأهدى المهرجان سهرة الافتتاح -التي انطلقت بالنشيد الوطني التونسي ونشطها الثنائي حاتم بن عمارة وأميمة العياري، والتي تواصلت فعالياتها زهاء الثلاث ساعات ونصف الساعة- لروح الفنانة الراحلة ذكرى محمد (1966-2003) في ذكرى رحيلها العشرين.
حضور عربي بارز
حرص عدد من المطربين والموسيقيين العرب، سيما من ليبيا ومصر، ممّن عرفوا الفنانة الراحلة عن قرب أو تعاونوا معها، على مشاركة التونسيين سهرة الوفاء والذكرى لذكرى على غرار الفنان المصري هاني شاكر الذي أهداها إحدى أشهر أغنياته “يا ريتني”، كما غنّى مواطنه محمد الحلو شارة المسلسل الشهير “ليالي الحلمية” وسط تصفيق حار من الجمهور الذي غصّت به قاعة الأوبرا، ليلة أمس.
كما حضر الحفل الموسيقار المصري صلاح الشرنوبي الذي سبق له أن تعامل مع الراحلة في أكثر من أغنية، وأيضا الفنانان خالد الزواوي والشاب جيلاني من ليبيا، والأخير قال في حديث خاص ببوابة تونس عن ذكرى الإنسانة قبل الفنانة: “رحم الله ذكرى في ذكرى رحيلها العشرين، ذكرى القلب الطيب والصدر الحنون الحاضن لكلّ أبناء جيلها، والصوت الاستثنائي الذي لا يُنسى ولن يُنسى، وشرف لي أن أغني لروحها هذا المساء”.
وكرّم المهرجان قبل إعلاء الصوت بالغناء احتفاءً بذكرى في ذكراها الخالدة، مجموعة من الفنانين من تونس والوطن العربي، على غرار الموسيقار التونسي عبدالرحمان العيادي الذي قدّم أجمل الألحان إلى الفنانة ذكرى، من بينها رائعتها “إلى حضن أمي” التي غنّتها، ليلتها، الفنانة التونسية الشابة آمنة دمق.
كما كرّم المهرجان أيضا الموزّع المصري هاني عبدالكريم الذي وزّع مجموعة من أغاني ذكرى، وأيضا الموسيقار المصري صلاح الشرنوبي، إلى جانب تكريم الإعلامية المصرية منى الشاذلي التي تحدّثت في كلمتها الموجزة والحماسية عن حبها لتونس ولذكرى.
ولم تنس هيئة المهرجان الفنانين الذين رحلوا، حديثا، مثل الموسيقيين عز الدين العياشي، حمادي بن عثمان، محمد العود، والفنانتين زهيرة سالم وفايزة المحرصي، والشاعر عبد المجيد الربيعي، والشاعر والملحن حميدة جراي، موجّهة تحية إلى أرواحهم ومُستعرضة صورهم ومسيرتهم.
ذكرى بصوت أصدقائها
بشيء من “النوستالجيا”، حضرت ذكرى صوتا وصورة، رغم غيابها جسدا منذ نحو حولين، وذلك من خلال الفيديو الذي تمّ بثه عن مسيرتها عبر مقتطفات من بعض البرامج التلفزيونية القديمة التي ظهرت فيها، خاصة مع مقدّم البرامج التونسي الراحل نجيب الخطاب الذي كان له فضل كبير في التعريف بالفنانين التونسيين والعرب إلى الجمهور العريض، من بينهم ذكرى باستضافتها في أكثر من مناسبة في برامجه التلفزيونية والإذاعية ذات القاعدة الجماهيرية الواسعة.
وفي تمام الساعة العاشرة مساء، انطلقت سهرة تكريم ذكرى عبر مجموعة من الأصوات التونسية والعربية، حيث افتتحت سلسلة الأغاني، الفنانة التونسية الشابة آمنة دمق التي أدّت أغنية “إلى حضن أمي”، وقد تولى خلالها الموسيقار عبدالرحمان العيادي قيادة الفرقة الوطنية للموسيقى، قبل أن يسلّم المشعل لمديرها الحالي يوسف بلهاني.
ثم غنّت الفنانة الصاعدة ملكة الشانري؛ “موش كل حب”، وأنشدت الفنانة التونسية صفاء سعد؛ “وحياتي عندك”، ثمّ قدّم الفنان والملحن التونسي ذو الصيت العربي غازي العيادي أغنية “أنا زي زمان”، لتصدح نوال غشام بأغنية ليبية من سجل ذكرى “وصلني جواب”، وهي التي قالت في تصريح خاص ببوابة تونس، قبل صعودها على الخشبة: “رحم الله ذكرى، كانت المنافسة شديدة بيننا، خاصة في مجال الأغنية الليبية، التي نجحنا في تأديتها مع ملحنين وشعراء كبار، واليوم أنا فخورة بالغناء لذكرى في ذكراها الخالدة”.
من جهته قدّم الفنان الليبي الشاب جيلاني أغنية “سلبت عقلي”، تلته الفنانة التونسية ألفة بن رمضان بأدائها “كل اللي لاموني”، فيما قدّم الفنان الليبي خالد الزواوي أغنية “من قالك يا عين”، وأدّت آية دغنوج، الصوت التونسي الواعد “الله غالب”.
أما الفنان التونسي محمد الجبالي الذي أدّى أغنية ذكرى “يوم ليك ويوم عليك”، فقد فاجأ هاني شاكر بتقديم مقطع من إحدى أغانيه وسط تشجيع قويّ من الجمهور، قبل أن يشاركه النجم المصري أداء مقطع قصير من الأغنية، وسط تفاعل كبير من الحضور.
واختتمت يسرى المحنوش السلسلة بأدائها أغنية “الأسامي”، ومن سجلّها غنّت “ابتعد عنّي”، وقبلها أدّى الفنان المصري هاني شاكر أغنيته ” يا ريتني”، وهو الذي شدّد في كلمته على حب تونس، مُشيدا بحرفية الفرقة الوطنية للموسيقى.
الليلة.. انطلاق المسابقات
ينظّم مهرجان الأغنية التونسية في نسخة الجديدة مسابقتين، الأولى في الأغاني الوترية بمشاركة 14 متسابقا، والثانية في الأنماط الجديدة بمشاركة 10 متسابقين.
وقد تولّت لجنة فرز مكوّنة من مختصين في مختلف اختصاصات المجال الغنائي انتقاء المشاركين من بين 124 مترشحا، وتتكوّن لجنة التحكيم من مجموعة من الفنانين والشعراء والملحنين المشهود لهم بالكفاءة، ويرأسها الفنان عدنان الشواشي.
وتنطلق سهرات مسابقة المهرجان، مساء اليوم الأربعاء 8 مارس، بمسرح الأوبرا، حيث يكون الموعد مع السهرة الأولى لمسابقة الأغنية الوترية والأنماط الموسيقية الجديدة، وذلك بمشاركة 4 متسابقين؛ خامس الذوادي بأغنية “دنيا الحب”، مهدي عياشي بأغنية “غناية لبابا”، أميرة عامر بأغنية “أعاتبك”، ومنير المهدي بأغنية “منايا” إلى جانب محمد علي شبيل بأغنية “مرايا”، وذلك في مسابقة الأنماط الجديدة.
وقبل المسابقة تسجّل، سهرة الأربعاء، مشاركة خاصة للفنان صابر الرباعي والفنانة يسرى المحنوش اللذين سيكرّمان بصوتيهما، قامتين من كبار الفنانين التونسيين الراحلين؛ محمد الجموسي ونعمة.