ثقافة

مهدي غانم يتغنّى بـ”الإنسان” في قرطاج الموسيقي

التقى جمهور الأيام الموسيقية، مساء أمس الجمعة 27 جانفي/كانون الثاني، بالشاب التونسي المهاجر مهدي غانم ومجموعته، التي تمثّل القارات الأربع، في رحلة فنية سماها “إنسان” اشتغل عليها زمن الحجر الصحي، وبها غيّر مسار موسيقاه لخوض تجربة جديدة ناعمة وهادئة تستبطن المشاعر النبيلة والقيم الإنسانية.

 ماجان موكان من جزر الموريس اختص في الإيقاع، لي أنج زاوو من الصين عزف على الكمان، فيليكس إيطالي-فرنسي عمل على “الكلافيي” (لوحة المفاتيح)، إضافة إلى سلمى بكار التي تولت الغناء ومهدي غانم الذي عزف على القيثارة وغنى.

 مجموعة مثّلت بيئات وجذور وثقافات مختلفة اجتمعت لتؤكّد أنّ الموسيقى لغة موحّدة لا تحتاج إلى مترجم يفسّر للصيني والفرنسي ما في تلك الجملة التونسية الغارقة في محلّيتها من معنى، ليستدلّ على طريقة عزفها بإحساس يتماشى مع تفاصيلها ومعانيها.

“غمّض عينك”، “للناس إلي تواسي كي يضيق الحال”، “كي تعصف بينا رياح الخوف”، “وين تزرق شمسك.. وين تزرع شجرة الأمان وتداوي جرح الروح السايح”، و”كي نساتنا الدنيا وما نسانا الوقت”، كلمات عامية وأخرى بالعربية الفصحى  لأغنيتيْ “ثوري” و”إني عشقتك واتخذت قراري” اقتبسهما مهدي من أشعار السوري نزار قباني، وغناهما مع سلمى بطريقة الأداء المسرحي وسط تفاعل الجمهور تصفيقا وغناء.

كل هذه الأغاني وغيرها عُزفت بإيقاع الجاز مع لمسة خفيفة للروك، فكان الصوت ينسكب من الآلات في تناغم كبير، كأن المجموعة تتكلّم اللغة ذاتها وتعي حساسيّة الكلمات المنطوقة العربية منها والتونسية على السواء.

و”إنسان” مشروع أخذ من عنوانه معناه الوجداني وترجمته الموسيقى بكل أبعادها، ليحكي رحلة الاكتشاف التي انطلقت بالبحث عن أجوبة ينشدها الإنسان الحالم السائل عن التوازن بين أرض وسماء، وعن مكمن الجوهر في الشكل.. رحلة تمضي بعيدا عن حدود المكان لتجمع العالم في جملة موسيقية وكلمة تحكي عنا جميعا دون استثناء.

ومهدي غانم فنان تونسي انطلق في الغناء والعزف مع مجموعات تونسية من جيله التقت حول الروك والجاز والتريب هوب، قبل أن يسافر إلى فرنسا ويستقرّ في ليون منذ 2015، حيث تلقى تكوينا موسيقيا وأسّس لنفسه مسارا فنيا جديدا تعرّف خلاله على موسيقيين من بلدان مختلفة صاروا عناصر قارة في مجموعة تعزف وتغني للإنسان وأحلامه المُشتركة.