من اللجوء إلى العمل السياسي... طارق الأوس أول لاجئ سوري يترشح للانتخابات التشريعية في ألمانيا
tunigate post cover
عرب

من اللجوء إلى العمل السياسي... طارق الأوس أول لاجئ سوري يترشح للانتخابات التشريعية في ألمانيا

2021-02-04 20:45

من دارسٍ للقانون في سوريا إلى مشارك في المظاهرات السلمية ضدّ النظام، ثم فارٍّ من الملاحقات الأمنية، مرورا بالهجرة إلى البلقان وعبور الحدود نحو ألمانيا حيث عايش ظروف لجوء قاسية ألهمته للتطوع الإنساني في خدمة اللاجئين، وصولا إلى دخول العمل السياسي كأوّل لاجئ سوري يترشّح للبرلمان الألماني.

هي ملخص تجربة اللاجئ السوري طارق الأوس الذي يستعد للترشّح على قائمات حزب الخضر الألماني للانتخابات التشريعية في البلاد ودخول ساحة العمل السياسي في ألمانيا.

 ويُعدّ الأوس أوّل سوري يترشّح للسباق البرلماني عن مقاطعة “أوبرهاوزن” التابعة لولاية برلين، وتنقل مصادر صحفية ألمانية أنّه يحظى بدعم واسع من حزبه في هذه المقاطعة.

صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية سلّطت الضوء على تجربة الأوس من خلال الحديث عن تشريحه للانتخابات، مشيرة إلى كونه يتمتّع بحظوظ واسعة باعتباره ممثّلا لمئات الآلاف من اللاجئين السوريّين ما يجعله صوتا لهم داخل “البوندستاغ”.

“التاغس شبيغل” تناولت مسيرة المرشّح السوري في موطنه الأصلي سوريا، وتجربته القاسية مع الهجرة واللجوء.

تخرّج الأوس من جامعة دمشق بعد دراسته للقانون، ومع اندلاع الأحداث في سوريا سنة 2011 شارك في المظاهرات السلمية، وتحوّل إلى ناشط ميداني بارز وقدّم مساعدات إنسانية للهلال الأحمر في مناطق الحرب، ما جعله عرضة لمضايقات وملاحقات النظام السوري، ليقرر الفرار من البلاد في جويلية 2015.

يقول الأوس في حديثه للصحيفة الألمانية: “كل ما أردته هو حياة آمنة وكرامة”، واصفا رحلة السفر الخطيرة عبْر طريق البلقان مع آلاف آخرين، ثمّ إقامته في صالة للألعاب الرياضية في مدينة بوخوم، حيث كان يعيش مع 60 لاجئا آخر. مضيفا “لقد صُدمت من الظروف المعيشية في ألمانيا”.

تمكّن طارق من الاندماج داخل المجتمع الجديد، وتعلّم اللغة الألمانية في 6 أشهر فقط، وبالتعاون مع لاجئين آخرين أسّس مبادرة تُطالب بظروف معيشية أفضل للاجئين.

بعد 8 أشهر من وصوله إلى البلاد، حصل على أول عمل مدفوع الأجر، في وظيفة عامل اجتماعي، كما أصبح يقدّم المشورة القانونية للاجئين، وفي عام 2018، شارك في تأسيس تحالف يعمل على إنقاذ اللاجئين في البحر.

وتقول الصحيفة الألمانية إنّ برنامج طارق الانتخابي يركّز على مسألة المناخ والعدالة الاجتماعية، وإعادة دور الجمعيات والمنظمات غير الحكومية لاستقبال اللاجئين.

 ويولي المشروع الانتخابي للأوس أهمية لوضعيات المهاجرين غير النظاميّين، من خلال برامج لإنقاذ اللاجئين من البحر، وكذلك السوريّين العالقين على حدود الاتّحاد الأوروبي، حيث يعتبر أنّ هناك تقاعسا من الحكومة الفدرالية في التدخل ومساعدتهم.

وقوبل إعلان ترشّح الأوس باحتفاء عدد كبير من النشطاء السوريّين ، الذين عبّروا عن دعمهم لهم، وأملهم في أن يكون أوّل سوريّ في ألمانيا ينال عضوية البرلمان.

وبحسب المكتب الاتحادي للإحصاء بألمانيا، فقد استقبلت البلاد حتى نهاية عام 2019 نحو مليونيْ طالب لجوء فرّوا من بلدانهم بحثا عن الحماية بسبب الحروب أو الاضطهاد أو غير ذلك، ويمثّل السوريّون النسبة الكبرى من بينهم بنسبة 41%.  

الانتخابات التشريعية#
المانيا#
طارق الأوس#
لجوء#

عناوين أخرى