معتمرا “البيرية” الفرنسية الشهيرة وبشاربه الكث وهيئته التي تبدو أقرب إلى الفنانين التشكيليين، يقف عمر بن لادن عند مدخل محل للمواد المستعملة في بلدية “دومفرون أون بواري” الفرنسية، والذي يستغله كرواق ثقافي لعرض لوحاته الفنية.
يبدو النجل الرابع لزعيم ومؤسس تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، أقرب إلى رجل عادي بعيد عن الأضواء منذ استقراره قبل عدة سنوات في منطقة النورماندي شمال غربي فرنسا، عند أحد المدن الصغيرة الهادئة صحبة زوجته زينة بن لادن البريطانية التي تزوجها سنة 2007.
أهم الأخبار الآن:
هواية بن لادن الأبن تبدو مختلفة عن البيئة التي نشأ فيها وعاش بها طوال سنوات طفولته، حيث أجبره والده على التدرب منذ سن مبكرة على استعمال السلاح والكلاشنكوف وقيادة المركبات، وحتى إحدى الدبابات السوفياتية القديمة كما كشف في تصريحات صحفية سابقة.
لوحات عمر بن لادن تحظى بإقبال ملحوظ من جانب الزوار سواء من هواة الأعمال التشكيلية، أو بدافع الإثارة والفضول التي يثيرهما التعرف على هوية صاحب اللوحات، وصلة قرابته بالعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001.
خلال معرضه الأول بيعت 17 لوحة لعمر بمبالغ تراوحت بين 700 و1000 أورو للوحة الواحدة، وارتفعت قيمة اللوحات في المعرض الثاني إلى أكثر من 1450 أورو.
وأشار باسكال مرتين صاحب فضاء العرض إلى أن لوحات عمر يعاد بيعها بعد شرائها من المعرض بأضعاف سعرها، حيث تعرض في بعض الصالات البارسية الشهيرة للفنون، مضيفا “مجرد وجود امضائه على اللوحة كفيل برفع قيمتها”.
لوحات عمر موقعة كلها بالأحرف اللاتينية OBL ما يشير بشكل واضح إلى هويته، والذي يؤكده الشبه الواضح في الملامح مع والده على مستوى العينين والأنف.
ويشير عمر إلى أن ميولاته للفن التشكيلي بدأت في وقت متأخر خلال فترة الحجر الشامل التي شهدتها فرنسا السنة الماضية نتيجة الجائحة، ما دفعه لإعادة اكتشاف موهبته في هذا المجال، وتخصيص مزيد من الوقت لاكتساب المهارات وتطوير مستواه.
ويأمل نجل زعيم تنظيم القاعدة والذي قتل في مدينة “أبوت أباد” الباكستانية بعملية استخبارية أمريكية، أن يصبح يوما فنانا تشكيليا مشهورا على غرار الرسام الهولندي “فان غوغ “، بعد أن كان في سنوات شبابه الأولى على قائمة الانتحاريين بتنظيم القاعدة بتوصية من والده.
ويشار إلى أن عمر هو الوحيد من بين أبناء أسامة بن لادن، الذي أدان علانية عمليات القاعدة وهجمات 11 سبتمبر معبرا عن أسفه لمقتل آلاف الأبرياء جراء هذه العمليات.


أضف تعليقا