عالم

منظمة: أوروبا زادت اعتمادها على الأسلحة الأمريكية خلال السنوات الخمس الماضية

ارتفعت واردات الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو خلال الفترة 2020-2024 من الأسلحة بنسبة 105% مقارنة بالفترة 2015-2019
ارتفعت واردات الدول الأوروبيّة الأعضاء في حلف شمال الأطلسي من الأسلحة إلى أكثر من الضعف خلال السنوات الخمس الماضية.
وتعتمد بنسبة أكثر من 60% على الأسلحة الأمريكية، وفق تقرير نشره الاثنين معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري).
يأتي ذلك في وقت تبدي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي رغبتها في تعزيز القدرات الدفاعية للقارة في مواجهة إعلان دونالد ترامب فك الارتباط الأمريكي.

ارتفاع واردات أوروبا

وكشف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أنّ أوكرانيا أصبحت أكبر مستورد للأسلحة في العالم خلال الفترة 2020-2024.
فيما عزّزت الولايات المتحدة مكانتها بصفتها أكبر مصدّر للأسلحة في العالم (43% من الصادرات العالمية)، متقدّمة على فرنسا.
وعلى مدى الفترة 2020-2024، ارتفعت واردات الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي من الأسلحة بنسبة 105% مقارنة بالفترة 2015-2019.
وهو ما يعكس “إعادة التسلح العام في أوروبا ردّا على التهديد من جانب روسيا”، وفق المصدر ذاته.
وقد قدّمت الولايات المتحدة 64% من هذه الأسلحة (52% في الفترة 2015-2019).

تعزيز الصناعة الأوروبيّة

وقال بيتر ويزمان، الباحث الرئيسي في برنامج نقل الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، في بيان إنه “في مواجهة دولة روسية عدوانية بشكل متزايد وعلاقات متوترة عبر الأطلسي خلال رئاسة ترامب الأولى”، سعت الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى “تقليص اعتمادها على واردات الأسلحة وإلى تعزيز صناعة الأسلحة الأوروبية”.
وأضاف: “لكن علاقة توريد الأسلحة عبر الأطلسي راسخة بعمق. فقد ازدادت الواردات من الولايات المتحدة، وطلبت الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو ما يقرب من 500 طائرة مقاتلة والكثير من الأسلحة الأخرى من الولايات المتحدة”.
وقال الباحث لوكالة فرانس برس إنّ فرنسا لا تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة، لكن دولا كبرى أخرى مثل إيطاليا والمملكة المتحدة تشتري طائرات الشبح من طراز إف 35 أو أنظمة الدفاع الجوي باتريوت من الأمريكيين، والتي يصعب استبدالها بسرعة.
وذكّر بأنّ هولندا وبلجيكا والدنمارك التي تعاني توترات مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل غرينلاند، تعتمد في شكل أكبر على الأسلحة الأمريكية.
بالنسبة إلى ويزرمان “سيتطلّب تغيير هذا الوضع استثمارا سياسيا وماليا ضخما. فاقتناء أسلحة يتطلّب سنوات عدة، وغالبا ما يكون ذلك أطول من فترة ولاية رئيس أمريكي”.

نجاح طائرات رافال

وفي هذا السياق، أصبحت أوروبا للمرة الأولى منذ 20 عاما، الزبون الرئيسي للولايات المتحدة، إذ تستحوذ على 35% من الصادرات الأمريكية بين عامي 2020 و2024، متقدمة على الشرق الأوسط (33%).
ومع ذلك، تظل المملكة العربية السعودية، باعتبارها دولة، هي الزبون الأول.
وقال ماثيو جورج، مدير برنامج نقل الأسلحة في معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، في البيان: “مع 43% من صادرات الأسلحة العالمية، فإنّ حصة (الولايات المتحدة) أعلى بأربع مرات من حصة ثاني أكبر مُصدّر، فرنسا”.
وزادت فرنسا صادراتها إلى أوروبا ثلاث مرات مقارنة بالفترة 2015-2019، ويرجع ذلك أساسا إلى بيع طائرات رافال إلى اليونان وكرواتيا وتوريد أسلحة إلى أوكرانيا.
وتظل الهند الحريف الرئيسي لفرنسا (28% من الصادرات الفرنسية)، وهو ما يمثّل تقريبا ضعف ما تستهلكه كل الدول الأوروبية الأخرى مجتمعة (15%).
وتُعدّ روسيا ثالث أكبر مصدّر للأسلحة في العالم، لكن انخفاض صادراتها (-64%) تسارع مع غزو أوكرانيا في فيفري 2022.
وقال ويزمان إنّ روسيا تأثّرت بالعقوبات الدولية وبضغوط الولايات المتحدة وحلفائها لعدم شراء الأسلحة الروسية.
وأضاف أنّ الهند (38% من الصادرات الروسية خلال الفترة 2020-2024) تتّجه بشكل متزايد إلى دول أخرى، وأنّ الصين عزّزت صناعتها الدفاعية.
في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من الحرب في غزة، ظلت واردات الكيان المحتلّ من الأسلحة مستقرة بين 2015-2019 و2020-2024، وفق سيبري.