باشرت السفارة السعودية في طهران نشاطها بصفة رسمية منذ ثلاثة أيام، بعد غلقها عام 2016 في أعقاب الأزمة الدبلوماسية بين إيران والسعودية، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” اليوم الأربعاء 9 أوت.
ولم تذكر الوكالة تفاصيل أكثر، ولكن المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية ناصر کنعاني كان قد صرّح الاثنين الماضي قائلا: “هناك اتجاه إيجابي في ما يتعلق بالعلاقات مع السعودية، وليس لدينا إجابة دقيقة عن موعد إعادة فتح السفارة السعودية في طهران”.
وقبل ذلك، استأنفت السفارة الإيرانبة والقنصلية العامة في العاصمة السعودية الرياض أعمالهما منذ 6 جوان الماضي.
وتأتي إعادة تبادل البعثات الدبلوماسية استكمالا للبيان الثلاثي المعلن في مارس الماضي الذي مهّد لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عقب مباحثات استمرت عدّة أيام برعاية صينية.
ورعت الصين اتفاق المصالحة بين الرياض وطهران عبر مبادرة للرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث أدار المباحثات رئيس مكتب الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية السابق وانغ يي.
لكن مؤخرا، عادت إلى الواجهة ملامح توتّر بين البلدين نتيجة خلافات على الحق في ملكية حقل الدرة النفطي المتنازع عليه في الحد الشرقي من المنطقة المغمورة في بحر الخليج.
وتقول إيران إنّ حقل أرش (الدرة) لها وحدها، فيما تقول الكويت والسعودية إنّ ملكيته بما فيه من ثروات تعود للبلدين معا، وتدعو الأولى إلى التفاوض لتقاسمها.
وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران في جانفي عام 2016 بعد اقتحام محتجين إيرانيين لسفارتها في طهران على خلفية إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر بتهمة “الإرهاب”.
وفي الشهر ذاته، اتّهمت طهران الرياض بقصف سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء خلال حملة عاصفة الحزم التي قادتها السعودية ضد مليشيا الحوثي التي سيطرت على أجزاء كبيرة من البلاد عام 2014.
وفي سبتمبر 2019 حمّلت الرياض طهران المسؤولية عن هجمات استهدفت منشآت أرامكو النفطية وعطلت نصف إمدادات المملكة، فيما نفت إيران تلك التهمة، وأعلنت جماعة الحوثي المدعومة من طهران مسؤوليتها عن الهجمات.
وعقد البلدان خلال أفريل 2021 أوّل جولة محادثات مباشرة في العاصمة العراقية بغداد ثم استمرت المباحثات بعدة جولات خلال عام 2022 بوساطة العراق وسلطنة عمان.