أظهرت إحصائيّات المعهد الوطني للإحصاء، تراجع المبادلات التجاريّة في شهر جويلية، تأثّرا بانخفاض الصادرات بنسبة 4.5٪ مقارنة بالشهر السابق، مما يعكس الانكماش المسجل في معظم القطاعات، بينما سجّلت الواردات زيادة بنسبة 11.6٪، ويرجع ذلك أساسا إلى ارتفاع واردات الطاقة. ودون احتساب منتجات الطاقة، تبقى الصادرات في انخفاض بنسبة 4.5٪، بينما زادت الواردات بنسبة 1.7٪ فقط.
وتعود المساهمة الأكبر في هذا الانخفاض العام في الصادرات، وفق المعطيات التي نشرتها إذاعة موزاييك، لقطاع المناجم والفسفاط، حيث تراجع بنسبة 43.1٪، كما ساهم قطاع النسيج والملابس والجلد بشكل هامّ في هذا التراجع، حيث تقلّصت صادراته بنسبة 10.2٪. في نفس السياق شهد قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية وقطاع الصناعات المعملية المختلفة وقطاع الطاقة انخفاضا في صادراتهم بنسب متتالية 3.4٪ و5.2٪ و3.9٪.
في المقابل، سجّل قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية نموّا إيجابيّا في صادراته بزيادة قدّرت بـ17.4٪.
وشهد العجز التجاري خلال شهر جويلية 2023 تفاقما، ليبلغ قيمة 1391.9 م د مقارنة 466.4 م د في شهر جوان. كما سجّلت نسبة تغطية الواردات بالصادرات تراجعا بمقدار 13.2 نقطة في شهر جويلية 2023 مقارنة بشهر جوان لتبلغ 78.9٪.
بالتوازي مع تراجع الصادرات، شهدت الواردات ارتفاعا في شهر جويلية بنسبة 11.6٪، ويرجع ذلك أساسًا إلى زيادة واردات الطاقة، حيث سجّلت واردات منتجات الطاقة زيادة ملحوظة بنسبة 132.6٪ بعد انخفاضها لشهرين متتاليين، مساهمة بذلك بنسبة 10 نقاط مئوية في نمو الواردات الإجمالي.
ودون اعتبار الطاقة، زادت الواردات بنسبة 1.7٪، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الزيادة بنسبة 9.3٪ في واردات المواد الخام، وخاصة المواد الكيميائية غير العضوية، إضافة إلى ذلك، شهدت واردات المواد الاستهلاكية الغير غذائية زيادة بنسبة 6.5٪، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة واردات السيارات السياحية.
من ناحية أخرى، سجّلت واردات المنتجات الغذائية انخفاضا ملحوظا بنسبة 14.2٪، ويرجع ذلك أساسا إلى انخفاض واردات القمح، كما انخفضت واردات مواد التجهيز بنسبة 9.9٪.
جغرافيّا، سجلت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي شبه استقرار (-0.5٪)، وهو نتيجة تطوّرات متباينة حسب البلد، حيث سجّلت زيادة مع فرنسا (+2.5٪) وهولندا (+75.8٪)، بينما سجلت انخفاضا مع ألمانيا (-12.4٪) وإسبانيا (-21.1٪) وإيطاليا (-3.4٪).
وخارج الاتحاد الأوروبي، سجلت الصادرات انخفاضا بنسبة (-13٪) نتيجة انخفاض الصادرات مع الولايات المتحدة (-33.3٪) والمملكة المتحدة (-21.8٪) ودول المغرب العربي ( -10.4٪).
وقد ارتفعت الواردات من الاتحاد الأوروبي بشكل طفيف، بنسبة 0.9٪. وهذا يعود من ناحية إلى الزيادة المسجّلة مع ألمانيا (+36.5٪) وإيطاليا (+16.8٪) وفرنسا (+15.1٪)، ومن ناحية أخرى للتراجع المسجّل مع إسبانيا (-8.4٪) وبلجيكا (-17.3٪) وهولندا (-15.4٪).
وخارج الاتحاد الأوروبي زادت الواردات بشكل ملحوظ بنسبة 11.4٪، ويرجع ذلك أساسا إلى الواردات من الجزائر (+588٪) الكهرباء على وجه الخصوص، وكذلك الواردات من روسيا (+ 64٪) من المنتجات البترولية أساسا.