عرب

مصر: العاصمة الإدارية تحتاج إلى عديد المليارات

كشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أنّ العاصمة الإدارية الجديدة التي تقوم الحكومة النصرية بإنشائها، “ما تزال بحاجة إلى مليارات الدولارات حتى تكتمل”، مشيرة إلى أنّها قد لن تكون متاحة لعموم المصريين.

ويكلّف بناء العاصمة الإدارية الجديدة -حسب “وول ستريت جورنال”- عشرات المليارات من الدولارات، وهي جزء من المشاريع التي أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مثل توسيع قناة السويس وشبكة من الطّرق السريعة، رغم المصاعب المالية والاقتصادية التي تمرّ بها البلاد، والدّين المحلّي والخارجي المتراكم، حسب دراسة “أوكسفورد إيكونوميكس”.  

وكانت وسائل إعلام مصرية قد كشفت في 2015، أنّ العاصمة الجديدة ستكلّف 45 مليار دولار، إلّا أّنّ خالد عباس، مدير الهيئة العسكرية التي تدير العاصمة الجديدة، عبّر في الآونة الأخيرة في مقابلة صحفية عن ارتفاع الكلفة الإجمالية للمشروع، مضيفا “أنّه من الصّعب معرفة المبلغ الإجمالي”، بعد تجاوز الكلفة التقديرية بحوالي 20 مليار دولار.

ولفت التقرير إلى أنّه في ظلّ ارتفاع أسعار مواد البناء بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15% نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، “فلا أحد يستطيع التكهّن بالكلفة الإجمالية”.

أشغال متواصلة

وتحدّث التقرير عن أعمال البناء والإنشاءات في العاصمة الجديدة المقامة على بعد 40 ميلا من القاهرة، مبيّنا أنّها ستحتاج إلى “سنوات أخرى من أجل إكمالها”، فيما ما تزال وسائل النقل في طور الإعداد”.

وعلى الرغم من تواصل الأشغال، إلّا أنّ الحكومة المصرية تخطّط لنقل 40 ألفا من موظّفي الخدمة المدنية إلى العاصمة الإدارية بداية العام المقبل، وفق الصحيفة الأمريكية.

وفي تصريح للصحيفة، قال سامح العلايلي، أستاذ تخطيط المدن بجامعة القاهرة: “بنت الحكومة العاصمة الجديدة لكي تقول إنّ لدينا دولة حديثة، ولكنّه في الحقيقة مشروع يُظهر ناطحات السحاب بدلا من توفير الاحتياجات الحقيقية للبلد”.

صعوبة انتقال المصريين

وفي القطاع المالي، قال موظّفون ومديرو المال، إنّ نقل أعداد كبيرة من الموظّفين سيستغرق سنوات عديدة، ويقول البعض إنّهم ينتظرون انتقال السوق المالي وهيئات التنظيم المالي قبل تحويل مقرّاتهم إلى هناك.

ورجّح التقرير أنّ التكلفة العالية للإنشاءات العقارية بالعاصمة الإدارية، قد تجعلها غير متاحة لعموم المصريين.

وفي الطريق إلى العاصمة الإدارية، تنتشر عديد اللافتات المعلنة عن شقق حديثة بأقساط سنوية، وهو الأمر الذي علّق عليه ديفيد سيمز -مخطّط المدن المقيم في القاهرة- بالقول إنّه متشّكك من جاذبية العاصمة الجديدة، لأنّه “يعني وجود طبقة متوسّطة ضخمة ونامية ولديها المال الكافي لإنفاقه، ولكن هذا لا يحدث”.

وقال أحمد صلاح -المسؤول في وزارة الشباب والرياضة- إنّه يقضي ساعتين ونصف يوميا في الرحلة من بيته وسط القاهرة إلى العاصمة الجديدة، لكنّه استبعد في الآن ذاته أن يقوم بشراء شقة هناك نظرا إلى تكلفتها المادية العالية.