عالم

مستشار ألمانيا المحتمل يدعو إلى تعزيز الردع النووي المشترك في أوروبا

ميرتس يعلن انفتاحه على طرح ماكرون توفير مظلة حماية لأوروبا من خلال قوّة ردع نووي

دعا زعيم الاتحاد المسيحي والمستشار الألماني المحتمل، فريدريش ميرتس، إلى تعزيز الردع النووي المشترك في أوروبا.

وأبدى ميرتس انفتاحه على طرح باريس توفير مظلة حماية لأوروبا بواسطة الترسانة النووية الفرنسية، في وقت تسعى القارة إلى الرد على موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشكك في مواصلة التزام بلاده في حلف شمال الأطلسي.

وكان الاتحاد المسيحي الذي يتكون من الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميرتس وشقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، حصد أعلى نسبة من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في الثالث والعشرين من الشهر الماضي.

وفي مقابلة مع إذاعة “دويتشلاند فونك”، قال ميرتس إنه ينبغي مناقشة مسألة المشاركة النووية مع فرنسا والمملكة المتحدة.

وتعد المشاركة النووية جزءا من مفهوم الردع داخل حلف شمال الأطلسي “ناتو”، حيث تمنح الولايات المتحدة بعض شركائها في الحلف، ومن بينهم ألمانيا، إمكانية الوصول إلى القنابل النووية في حال نشوب حرب.

وتحتفظ القوات المسلحة الألمانية بطائرات مخصصة لنقل القنابل النووية الأمريكية إلى أهدافها.

وأشار ميرتس إلى أنه أجرى محادثات في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الردع النووي، قائلا: “نريد أولا توحيد تصوراتنا بشأن هذا الموضوع.”

وأضاف ميرتس: “ينبغي أن نشرك المملكة المتحدة أيضا. لدينا قوتان نوويتان في أوروبا، هما فرنسا والمملكة المتحدة”.

مقترح توسيع الردع النووي

والأربعاء الماضي، أعرب ماكرون عن استعداده لفتح نقاش حول توسيع قوّة الردع النووي التي تتمتّع بها فرنسا لتشمل دولا أوروبية أخرى، إثر دعوة للمستشار الألماني العتيد فريدريش ميرتس في هذا الصدد.

جاء ذلك بعد أن قال ميرتس الشهر الماضي إنه يريد نقاشا حول “المشاركة النووية” مع باريس ولندن.

تأتي الخطوات بعد أن استهل ترامب ولايته الرئاسية الثانية غير المتتالية بعكس مسار السياسة الأمريكية حيال أوكرانيا، مثيرا مخاوف من حدوث قطيعة تاريخية مع أوروبا.

وفي المقابلة التي أجريت الأحد، شدّد ميرتس على أن أي مناقشات في أوروبا ستجرى مع مراعاة “تعزيز المظلّة النووية الأمريكية، التي نرغب بالطبع في الحفاظ عليها”.

لا يمكن لألمانيا حيازة أسلحتها النووية الخاصة إذ يشكل ذلك انتهاكا للمعاهدة الدولية لمنع الانتشار النووي، المنضوية فيها برلين.

ومع التباعد الحاصل بين ترامب والحلفاء الأوروبيين، دعا البعض في ألمانيا، بمن فيهم سياسيون من حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف، إلى حيازة برلين أسلحة نووية.

ودفعت هذه التطورات ميرتس الذي يجري تكتله (الاتحاد الديموقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي) مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي، إلى إعلان خطط الأسبوع الماضي لاستثمارات دفاعية ضخمة.