فنّدت تركيّة الشايبي المستشارة لدى وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي، في تدوينة نشرتها أمس الثلاثاء 31 أكتوبر، الكثير منالمعطيات التي يتّم تداولها حول هروب خمسة مساجين مورّطين في قضايا إرهابية من السجن فجر الثلاثاء. وشدّدت الشايبي علىأنّ ما جرى هو عملية تهريب وليس هروبا، وذلك إعتمادا على معرفتها الدقيقة بالسجن الذي زارته بمناسبة مزاولتها لمهامها باعتبارهاعضوا في الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.
وشدّدت المستشارة على أنّ ” الارهابيين الخمسة تمّ تهريبهم للقيام بمهام معيّنة بإيعاز من المخابرات الأمريكية عبر وكلائها الذينتلقوا دورة تكوينية في خيانة الأوطان باستثناء الأغبياء الذين شاركوا في الدورة”.
أهم الأخبار الآن:
وأوضحت الشايبي، أنّ تمزيقها جدار الصمت كان بسبب أنّ ” ما جرى … هو عملية تهريب نعم تهريب الإرهابيين من سجنالمرناقية”. وكشفت عن أنّها زارت سجن المرناقية عشرات المرات لمدة سبع سنوات دون انقطاع منذ 10 جويلية 2015 تاريخ امضاءمذكرة تفاهم حول زيارة السجون بين وزارة العدل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بفضل رئيسها الأسبق عبد الستار بنموسى.
وأكدت تركية الشايبي، أنّ كلّ الصور التي تم نشرها غير صحيحة، ذلك أنّ كلّ سجين مصنّف كإرهابي يوضع في عزلة أي فيسجن انفرادي بإذن قضائي. وطرحت، في هذا الصدد سؤالا عن كيفية التنسيق بين الخماسي الموجود في عزلة. وأضافت أنّ كلّمن زار “السيلون” ( غرفة العزل) يعرف أنّه لا توجد به نوافذ، بل توجد تحت السقف مجرّد فتحة صغيرة لا تتجاوز 30 صم على20صم على أقصى تقدير،من خلالها يمكن للسجين أن يتبيّن النهار من الليل.
وأشارت المستشارة لدى وزير الشؤون الاجتماعية، إلى أن المساجين المصنّفين ارهابيين ليس لهم الحق في الفسحة”الايريا” الجماعية، ولذلك يتمّ تقسيم توقيت الفسحة ليأخذ كلّ واحد منهم قسطا من الفسحة على انفراد، أي أنه “لا يمكنهم اللقاء، بل اللقاءمستحيل”.
وأوضحت أنّ العزلة أو السجن الانفرادي “السيلون” هي غرفة صغيرة لا يتجاوز طولها 2.5م و عرضها 1.5م وارتفاعها يفوق 2 محتى الفتحة لايصل إليها، ” وعندما يهرب السجين من الغرفة يجد نفسه في جناح مغلق بباب حديد متين جدااا وقوي جداااا وغليظجداااا وعندما يهرب من الجناح يقع بين أسوار عالية وأبواب حديدية عملاقة محكمة الغلق،فأين المفر ؟”.
ولاحظت الشايبي خلال آخر زيارة لها لسجن المرناقية أواخر سنة 2021 وجود عدسات الكاميرا ترصد تحرّكات كل من هب ودبّ. وأضافت أنّه لا يمكن للسجين استعمال الحبال بأيّ حال من الأحوال.و تعليقا على ما تواتر من أخبار بأنه ليس هناك ضحايا منأعوان السجون، خلصت إلى القول بأنّ عملية التهريب تمت بسلاسة.
وأشارت تركية الشايبي إلى الدورات التكوينية المكثّفة التي يقوم بها مسؤولو إدارة السجون وأعوانها إلى الولايات المتّحدة الأمريكية،معتبرةً أنّ الولايات المتّحدة الأمريكية “ترتع وتصول وتجول في تونس قبل الثورة و بعدها. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا أمريكاتقوم بدورات تكوينية للعشرات من إطارات السجون تكلفها ملايين الدولارات تذاكر سفر إقامة وأكل ….طبعا ليس حبّا فيهم بللاختراقهم ومن خلالهم تخترق وزارة العدل بل الدولة التونسية.”.
وطرحت مستشارة وزير الشؤون الاجتماعية سؤالا قوامه ” لماذا يهرب 5 إرهابيين من السجن بعد أكثر من 10 سنوات… من خططومن نسق بينهم؟”. وشدّدت على أن ” معرفة الزمن و تحديده مهم لفك هذا اللغز، فأمريكا اليوم تراه الوقت المناسب وآن الأوان لردالجميل لتُؤدِّب تونس على مواقفها الداعمة للمقاومة بغزة”، وفق ما جاء في تدوينتها.
وخلصت إلى القول ” 5 ارهابيين تمّ تهريبهم للقيام بمهام معينة بإيعاز من المخابرات الأمريكية عبر وكلائها الذين تلقوا دورة تكوينيةفي خيانة الأوطان باستثناء الأغبياء الذين شاركوا في الدورة”.
وختمت بتوجيه عدد من الرسائل إلى من وصفتهم بالخونة، أولاها ” هيهات منّا الذلّة موقفنا الداعم للمقاومة ثابت ومبدئي ولن تفلحوابإذن الله في مؤامراتكم”. ودعت إلى فتح تحقيق جدّي، والبحث عن الفارين و القبض عليهم أحياء. وتوجّهت إلى الولايات المتّحدةبرسالة فحواها ” مخططاتك قديمة وبالية ومكشوفة وستهزمين إن شاء الله، ومهما فعلت لن تحوّلي بوصلتنا التي تشير إلى غزة وفلسطين في كل يوم”.
واعتبرت تركية الشايبي أنّ تجريم التطبيع وطرد السفير و مقاطعة البضائع الأمريكية من أوكد المهمات، ذلك أنّ ” أمريكا هي هيأمريكا راس الحية”، حسب ما جاء في تدوينة المستشارة لدى وزير الشؤون الاجتماعية وعضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوقالإنسان.
أضف تعليقا