اختتمت في منتصف ليل أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي للجزائر الحملة الانتخابية، التي انطلقت في 15 أوت الماضي، ليدخل الجميع مرحلة الصمت الانتخابي.
وخاض المرشحون الثلاثة للانتخابات الرئاسية في الجزائر، أمس الثلاثاء، آخر “معارك” الحملة الانتخابية من أجل استمالة أكبر عدد من المصوتين تحسبا للاستحقاق المقرّر السبت المقبل.
وبخلاف الأيام السابقة، فإن اليوم الأخير حمل بعض الانتقادات المباشرة والمبطنة من المرشحين يوسف أوشيش، السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في البلاد، وعبد العالي شريف حساني، رئيس حركة مجتمع السلم المحسوبة على التيار الإسلامي، فيما حافظ المرشح الحر عبد المجيد تبون، الرئيس الحالي، والمدعوم من غالبية الأحزاب السياسية والمنظمات والفعاليات المجتمعية على النهج نفسه.
يوسف أوشيش: “رؤية” مشروع للتغيير والمستقبل
وخطب يوسف أوشيش، أمام أنصاره بقاعة “الأطلس” في العاصمة الجزائر، فقال إنه تقدم للانتخابات الرئاسية حاملا مشروع “رؤية” الذي ينشد التغيير والمستقبل المشرق للجزائر الذي وقف على عظمتها خلال الحملة الانتخابية.
وذكر أن تراكمات السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة هي التي زرعت اليأس في نفوس الشباب وجعلته يفضل الهجرة عبر البحر والمغامرة بحياته على البقاء في البلاد.
وشدد أوشيش، الذي ناشد الجزائريين والجزائريات التصويت بقوة في الانتخابات الرئاسية، على أن التغيير سيبدأ يوم 7 سبتمبر وهو اليوم الذي سيعرف بداية بناء مستقبل يوفر للشباب العيش الكريم ويحافظ على التنوع الثقافي للمجتمع الجزائري.
عبد العالي حساني شريف: الجزائر لا ينقصها سوى حكم راشد
في المقابل دعا عبد العالي حساني شريف، الجزائريين إلى تبنّي “فرصة” وهو المشروع الذي تقدم به للانتخابات الرئاسية، مؤكدا في السياق ذاته أنهم لا ينقصهم سوى الحكم الراشد.
وبعدما أشار إلى المقدرات والممتلكات والثروات التي تزخر بها الجزائر، ذكر حساني أمام جمع غفير من مؤيديه تجمعوا بقاعة حرشة حسان في وسط العاصمة الجزائرية، أن البلاد أضاعت العديد من الفرص لتكون دولة صاعدة.
واسترسل يقول: “دون اللجوء إلى التهييج والتأجيج والتهريج، ننافس على الرئاسة ببرنامج يشمل 62 التزاما، يسع كل المكوّنات الجزائرية ويقوم على استقرار الوطن وحمايته والدفاع عن مصالحه، ويستهدف الوصول بالجزائر إلى دولة صاعدة“.
وأبرز حساني، أنه ينتمي إلى منهج الوسطية والاعتدال والوطنية الصادقة، وأن مشروعه جامع ويكرس الحريّات ويخلق شراكات حقيقية، واعدا بإصلاح سياسي يعدل فيه الدستور، ويضمن توازن السلطات، حتى لا تتوغل السلطة التنفيذية على باقي السلطات.
عبد المجيد تبون: من أجل جزائر منتصرة
وفي خطاب غلبت عليه الأرقام، استعرض الرئيس عبد المجيد تبون، المرشح الحرّ، أمام الآلاف من مسانديه اكتظت بهم القاعة البيضوية في أعالي العاصمة الجزائرية، تعهداته للعهدة الثانية، في حال كسب ثقة الناخبين السبت المقبل، والتي جاءت ضمن برنامج اختير له عنوان” من أجل جزائر منتصرة“.
ونوّه تبون إلى أنه يطمح إلى الوصول بالجزائر إلى نسبة نمو تضاهي دول جنوب أوروبا، وإلى المرتبة الثانية أو أفضل إفريقيا في الجانب الاقتصادي، بعدما انتشلها من المراتب الأخيرة إلى الثالثة حاليا، لافتا إلى عمله على رفع الدخل القومي السنوي إلى 400 مليار دولار، وخلق 450 ألف وظيفة، ورفع عدد المؤسسات الناشئة إلى 20 ألفا.
وتعهد تبّون برفع الرواتب بداية من العام المقبل، وتقوية القدرة الشرائية، وبناء مليوني شقة سكنية حتى لا يتجاوز عمر المستفيدين 28-27 عاما، ومراجعة منحة الطلبة الجامعيين، ووضع المرأة الريفية الماكثة بالبيت، والطفولة، والشباب والمعلمين، ومنتسبي الصحة.
كما نبه إلى أن الجزائر لن تستورد قنطارا من القمح الصلب بداية من العام المقبل، وأنها ستحقق الاكتفاء الذاتي من الشعير والذرة، وأنه سيقضي على أزمة المياه خاصة في المدن الكبيرة قبل نهاية السنة الحالية بعد استلام عدد من محطات مياه البحر، فضلا عن ربط السدود بعضها ببعض.
كما أشار إلى ضرورة تبني نظرة استشرافية ترتكز على تنظيم متقن للكثافة السكانية يشبه المعمول به في دول أوروبا الجنوبية بعدما وصل عدد سكان الجزائر إلى نحو 50 مليون نسمة.
وتغنى تبون، بالمستوى الاحترافي والتكوين العصري الذي بلغه الجيش الجزائري متجاوزا في بعض الأحيان تنظيمات أوروبية، لكنه شدد على أهمية تقويته.
وختم بالقول: “الجزائر مستهدفة، يتعين أن نكون أقوياء بشعبنا أولا وجيشنا ثانيا، حتى ندافع عن حرمتنا ومكانتنا وكلمتنا، الكثير من الأمور الدفاعية نصنعها لوحدنا دون الخوض في التفاصيل“.
وأجمع المرشحون الثلاثة على خطب ود الناخبين من أجل الخروج بقوة السبت المقبل، للتصويت في الانتخابات الرئاسية التي يبقى رهانها الكبير هو نسبة المشاركة بإجماع الملاحظين والمراقبين.