توفي المخرج السوري الكبير حاتم علي الثلاثاء 29 ديسمبر، إثر أزمة قلبية مفاجئة بالقاهرة عن عمر 58 عاماً.
ونشر كاتب السيناريو المصري عبد الرحيم كمال خبر حاتم علي عبر تدوينة على صفحته على فيسبوك. وقال: “لا حول ولا قوة إلا بالله.. وداعا صديقي وحبيبي الأستاذ حاتم علي المخرج الكبير المهذب الراقي.. في أمان الله ورحمته حبيبي.. من أحزن الأخبار والله ربنا يُقبل عليك بفضله ورضاه”.
نشأة وطفولة صعبة
ولد حاتم علي بمنطقة الجولان السورية يوم 2 جوان عام 1962، عاش طفولةً صعبة وظروفا قاسيةً دفعته إلى النزوح مع عائلته إلى مخيّم اليرموك.
كان حاتم علي مولعا بالتمثيل منذ طفولته حتى أنه اتّجه إلى قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وتخرّج منه عام 1986.
حاتم علي يدخل عالم الصورة
بدأت مسيرة الفنان السوري حاتم علي في التمثيل مع المخرج يحيى حقي سنة 1988 في مسلسل دائرة النار وكان مناسبة لتأدية عدّة أدوار لشخصيات تاريخية واجتماعية وبدوية، على غرار مشاركة الفنان الكبير ياسر العظمة في مسلسل “مرايا”.
توجّه حاتم علي إلى عالم السينما منتصف التسعينيات، وعمل ممثّلاُ ومخرجاً بعد اكتسابه خبرة من تجاربه السابقة بعد سفره إلى القاهرة.
برز في عدّة أعمال انتشرت في كامل الوطني العربي، أبرزها: “ربيع قرطبة” و”أحلام كبيرة” و”الملك فاروق” و”حجر جهنم” و”كإنه امبارح” و”أهو ده اللي صار” و”الزير سالم”.
ومن الأعمال الدرامية الخالدة للمخرج السوري الراحل، مسلسل « التغريبة الفلسطينية » سنة 2004 الذي يعدّ من أشهر الأعمال الدرامية العربية التي تناولت القضية الفلسطينية.
وأنتج حاتم علي عدّة أعمال تلفزيونية وسينمائية من بينها: فيلم “علاقات شائكة” عام 2006 ومسلسل “طوق الياسمين” عام 2008 وفيلم “8 ملم ديجيتال”.
كما أعلن عن افتتاح شركة إنتاج خاصة به في ديسمبر 2007 وأنتج مسلسل “صراع على الرمال”.
حاتم علي كاتب سيناريو بارع كذلك، تميّزت كتاباته في مسرحيات: “مات 3 مرات” و”البارحة- اليوم- وغدًا” و”أهل الهوى”.
مشاريع فنية أُجهضت
رحيل حاتم علي أجهض مشاريعاً فنية في طور الإعداد من فكرة الفنان السوري وأبرزها فيلم “الزير سالم” وعملا سينمائياً تاريخيا ضخماً ستبقى معلّقة لرحيل مهندسها.
جوائز وتكريم
كما نال حاتم علي عدّة جوائز تقديرية مثل ذهبية مهرجان القاهرة للإعلام العربي لأفضل مسلسل عن “الملك فاروق”، وأفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإعلام العربي عن نفس المسلسل (2007).
حزن كبير في قلوب محبيه
يعتبر رحيل الفنان السوري حاتم علي خسارة للساحة الدرامية والسينمائية العربية، حيث كان مؤثراً ومتميزاً في أغلب أدواره ومشاركاته في المسرح والسينما والدراما كاتبا وممثلا ومخرجا ومنتجا. وترك لوعة في قلوب من عرفه وعاصره من الجمهور العربي والفنانين.
الشاعر زاهي وهبي رثا الفقيد وقال: خبر حزين في نهاية سنة كارثية لا تود الرحيل بغير الأسى، وداعاً حاتم علي المبدع العربي السوري.
بدورها قالت الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم على حسابها عبر تويتر: “من فترة تذكرتك، وكنت أخبر أصدقائي عن تجربتي بالعمل معك، وكم أنت مهضوم، وقلبك طيب، وتحب عملك كثيراً”.
أما الفنّان عاصي الحلاني فكتب: “خسارة كبيرة.. رحيل فنان ومخرج كبير، حاتم علي عرفتك كبيراً وخلوقاً و”إنسانيا” إلى أبعد الحدود”، في حين وصفه السينمائي عبد المحسن المطيري بـ: “مخرج متميز وصاحب تاريخ عظيم درامياً”.
وفي الانستغرام قال قصي خولي: “رحل المبدع حاتم علي”. بينما كتب باسم ياخور: “ترجّل الفارس مبكراً عن صهوة جواده، تاركاً في قلوب الكثيرين غصّة مؤلمة لن تُنسى وإبداعات لن تنسى، رجل مبدع”.
حياته الخاصة
حاتم علي متزوّج من السورية دلع الرحبي سنة 1990 وأنجب منها ولدان.
طلب اللجوء إلى كندا وناله قبل سفره إلى القاهرة واستقراره بها.