نقلت صحيفة القدس العربي الخميس 10 ديسمبر، أنّ الإعلامية اللبنانية ومذيعة الأخبار في قناة الجزيرة غادة عويس، رفعت دعوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية، ضدّ كل من وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، ووليّ عهد أبوظبي وحاكم الإمارات الفعلي محمد بن زايد، وعدد من المسؤولين الآخرين، بتهمة استهدافها في عملية اختراق وتسريب لهاتفها وبياناتها الشخصية، وتهديد حياتها.
وكشفت عويس، التي رفعت دعوى في المنطقة الجنوبية لفلوريدا، أنّ وليّ العهد السعودي إلى جانب مجموعة أخرى من المسؤولين السعوديّين والإماراتيّين والمواطنين الأمريكيّين قاموا باختراق بياناتها على الهاتف وحساباتها الشخصية على الإيميل ومنصات التواصل الاجتماعي، بهدف الضغط عليها وابتزازها وتقويض مسيرتها الصحفية، بسبب التقارير النقدية التي نشرتها عويس عن الحكومتيْن السعودية والإماراتية.
وكتبت المذيعة اللبنانية، “قبل 6 أشهر أعتقد وليا العهد السعودي والإماراتي، أنّه بإمكانهما إسكاتي عن طريق اختراق هاتفي وسرقة صوري الخاصة ونشرها بادّعاءات كاذبة”، وأضافت: “لقد اعتقدوا أنه بالسعر المناسب أو تكتيك الخوف يمكنهم شراء أو تخويف أي شخص من التحدث، وظنوا أنّه لا يمكن المساس بهم ويمكنهم الحصول على تصريح مرور مجانيّ لعهودهم الاستبدادية”.
وأوضحت عويس في سلسلة تغريدات نشرتها على صفحتها الرسمية: “أنّ المسؤولين السعوديّين والإماراتيين اختبروا هذه المعتقدات بنجاح كبيرعدة مرات, في قصف المدنيّين في اليمن، وسجْن وتعذيب شعبهم، والقرصنة وابتزاز أيّ شخص يعتبرونه تهديدًا، إلى جانب اغتيال صديقي العزيز جمال خاشقجي”.
وعن قرار رفْع الدعوى القضائية شدّدت مذيعة قناة الجزيرة أنّه “بمثابة الرد”، معتبرة أن الوقت قد حان لإظهار “أنّ القادة المستبدّين ليسوا محصّنين ولا فوق القانون الدولي”.
من جانبها نشرت سارة ليا ويتسون الناشطة الحقوقية الأمريكية ورئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة هيومن رايتس ووتش السابقة تدوينة عن الموضوع، وأكّدت الحقوقية الأمريكية التي قادت تحقيقات عن حقوق الإنسان في كل من السعودية وليبيا ولبنان، أنّها ستنْضم “إلى معركة غادة عويس وستساندها”.
وبحسب ما نشرته صحيفة القدس العربي والتي تواصلت مع مصادر قضائية مقرّبة من الملف فإنّ ملف الاتهام يضمّ ما يقرب من عشرين متّهما في القضية، لمشاركتهم في تنسيق عملية الاختراق التقني واللوجستي، وتسريب بيانات غادة عويس الشخصية.
ومن بين المدعى عليهم، شارون كولينز المقيم في فلوريدا، وحسام الجندي، اللذيْن تتّهمهما المحكمة بالتورّط في “أعمال مؤذية” ضدّ عويس، بما في ذلك نشْر معلومات مسروقة من هاتفها والمشاركة في “مؤامرة” ضد صحفي.