تونس

مختص لبوابة تونس: الجريمة في تونس فاقت آليات الردع 

غياب العائلة والمدرسة وانتشار العنف في المسلسلات من أبرز الأسباب.. سامي بالنصر يحذّر من تبعات انتشار الجريمة 
قال المختص في علم اجتماع الجريمة سامي بالنصر إنّ نوعية الجرائم في تونس تطوّرت بشكل ملحوظ مقارنة بالماضي.
وأوضح بالنصر في تصريح لبوابة تونس أنّ أغلب الجرائم قبل 20 سنة كانت تتعلق بالسرقة والنشل في حين أنّ جريمة اليوم باتت متطورة وأكثر فظاعة.
وأضاف: “جرائم العنف ارتفعت بنسبة 70% في تونس وأصبحت جرائم اعتباطية، حيث أنّ أيّ شخص بإمكانه ارتكاب جريمة بشعة تحت تأثير المخدرات أو الكحول”.
وبالنظر إلى فظاعة الجرائم التي تسجلها تونس اليوم، قال الخبير إنّ هذه المرحلة هي الأسوأ من حيث مستوى الجريمة.
وأشار إلى أنّ مجال الجريمة ونسقها تجاوزَا آليات الردع الأمنية والقانونية، وفق تعبيره.
أما عن الأسباب، فقد أوضح سامي بالنصر أنّ “تخلّي المدرسة والعائلة عن دور التربية والتنشئة السليمة، وانتشار مظاهر العنف في الأعمال الفنية والإعلام ساهمَا في انتشار الجريمة وتطوّرها بشكل خطير في تونس”.
كما تطرّق إلى خطورة التطبيع مع الجريمة، لتصبح خبرا عاديا غير مؤثر ولا يستدعي التوقف عنده.
وحذّر في هذا الإطار من تفاقم الظاهر قائلا: “استمرار الجريمة بهذا النسق سيجعل منها الوسيلة الوحيدة لافتكاك الحقوق في المستقبل”.
وبخصوص الحلول، أكّد المختص في علم اجتماع الجريمة أنّ التعاطي الأمني والقضائي لا يحلّ المشكل بل إنه من الضروري أن تقوم الأطراف المتداخلة كافة بدورها، من مدراس وعائلات وأمن وإعلام وقضاء.
وقال: “وضع قوانين صارمة في المقابل، بث مسلسلات تشجّع على العنف والجريمة لا يؤدي النتيجة المطلوبة”.
وسجّلت تونس في الأيام القليلة الماضية، جرائم قتل بشعة متزامنة في أكثر منطقة، حيث قُتل شاب في محيط فضاء تجارية في أريانة، وعُثر على شاب مقتول في منطقة السند في قفصة، وأجهزت فتاة على صديقتها في قابس، إضافة إلى الرجل الذي قتل زوجته في منوبة والسيدة التي أضرم زوجها النار في جسدها.