بعد مضيّ بضعة أسابيع، تُستهلّ السنة الدراسية الجامعيّة في تونس، وكانت قد بدأت منذ أيّام قليلة استعدادات الطلاب للترسيم بمؤسّساتهم الجامعية بمختلف المبيتات والقيام بكل الإجراءات اللازمة، إلاّ أنّ هذه السنة كسابقاتها لم تخلُ من صُعوبات وعراقيل في مختلف المستويات، بداية من الحصول على سكن إلى الوجبات الجامعية والإحاطة النفسيّة وغيرها.
في هذا السّياق نظّمت منظمة الاتحاد العام لطلبة تونس جلسة عمل بديوان الخدمات الجامعيّة بالشمال، تمّ من خلالها النّظر في ملفّيْ السكن والإطعام الجامعي. وتمّ التّداول والاطّلاع على تصوّرات ديوان الخدمات الجامعيّة بالشمال وبرامجه للسنة الجامعية الحالية.
ووقع التطرّق خلال الجلسة إلى جملة من الإشكاليّات التي تُواجه الطالب التونسي، إذ أكّد عضو مكتب المنظّمة غسان الكلاعي، في تصريح لجريدة الصباح، أنّ التهاون الكبير في صعيد التهيئة والصّيانة كلّ سنة يتسبّب في حرمان ما بين 5 و6 آلاف طالب وطالبة من السكن الجامعي في مستوى تونس الكبرى أي منوبة والمروج وحمام الشط والعمران الأعلى.
وانتقد تعاطي سلطة الإشراف مع هذه الملفّات، خاصّة في ما يتعلّق بالتهيئة والصّيانة، ذلك أنّ هناك 5 آلاف سرير غير صالحة للاستغلال إلى حدّ الآن بسبب غياب الاعتمادات الماليّة للإصلاح، ولو تمّ توفيرها لوصلت طاقة الاستيعاب إلى 35 ألف سرير، ما يُمكّن من تغطية كل المطالب الواردة على الديوان دون وجود إشكاليّات.
وأضاف الكلاعي أنّ عدد الأسرّة بين السنة الماضية والسنة الحالية قد تطوّر بـ1500 سرير، أي من 27500 إلى 29 ألف سرير موضوع على ذمّة طلاب ديوان الشمال.
كما أشار إلى أنّ عدد المطالب الواردة من المنتظر ألاّ تتجاوز 34 ألف مطلب.
وحسب عضو مكتب المنظّمة، فإنّ السكن الآن مفتوح لطلاب البكالوريا 2021 و2022 و2023 وسيمّ تدارس الشغورات لاحقا لطلاب بكالوريا 2019 و2020 بعد النّظر في المطالب المُوجّهة من قبل الاتّحاد، والتي ستكون مُرفقة بملفّات صحية واجتماعيّة.
وفي ما يتعلّق بالمبيتات المُرخّصة من قبل الدولة، أكّد الكلاعي أنّ عددها يبلُغ 50 مبيتا، من بينها 8 مبيتات تحت إشراف ديوان الخدمات الجامعية بالشمال وتسعيرتها مُشابهة لتسعيرة المبيتات العموميّة، بينما هناك 42 مبيتا خاصّا تصل تسعيراتها إلى مستويات غير مسبوقة تتراوح بين 350 و400 دينار للسرير الواحد، غير أنّ ديوان الخدمات الجامعيّة لا يتدخّل في الأمر.
أمّا بخصوص الوجبات الجامعية فقد شهدت مسارا إيجابيّا مقارنة بالسنة الماضية، إذ من المنتظر أن يفتح 41 مطعما أبوابه للطلبة بداية من 12 سبتمبر.
وانطلق 20 مطعما منذ الرابع من سبتمبر الجاري في تقديم خدماته.
وبلغت الاعتمادات المرصودة من ديوان الخدمات الجامعيّة 20 مليون دينارا.
في المقابل ندّد الكلاعي بالسياسة التي ينتهجها ديوان الخدمات في معالجة مشاغل الطلاب، في ظلّ غياب برنامج واضح ودقيق يفتقر إلى الاجتهاد والعقلانيّة.
وكان وفد عن الاتحاد توجه في 5 سبتمبر إلى ديوان الخدمات الجامعيّة بالشمال لعقد جلسة عمل حول مدى استعداد المؤسسات التابعة للديوان للعودة الجامعية ورُؤية الاتحاد العام لطلبة تونس المرحليّة لحلّ الإشكالات المتعلّقة بالخدمات الجامعية من سكن وإطعام وإحاطة نفسية وأنشطة ثقافية ورياضيّة وغيرها.
وشدّد الاتحاد العام لطلبة تونس على أنّ السّكن الجامعي حقّ لجميع الطلاب طيلة فترة مزاولتهم الدراسة.
وأكّد أنّ الإحاطة النفسيّة جزء من مرحلة الإدماج الجامعي، داعيا كلّ الطلاب إلى التوجّه إلى الأخصائيّين الموجودين بالمؤسسات التابعة لديوان الشمال.
كما حمّل الاتّحاد المسؤوليّة التامة لارتفاع أسعار الكراء بالمبيتات الخاصة، لسلطة الإشراف جرّاء عدم توفير كرّاس شروط لضبط هذه العملية.
وعبّر عن حرصه على تشكيل لجان متابعة ومراقبة تعمل على تطبيق كل الاتفاقيّات التي عقدت مع ديوان الخدمات الجامعيّة بالشمال وتسهّل التواصل بين الطلاب وإدارات مؤسّسات الخدمات الجامعيّة.
ويُذكر أنّ العديد من المبيتات الجامعية في تونس تفتقر إلى أبسط المرافق الأساسيّة على غرار الماء الصالح للشرب والنظافة، إضافة إلى الغرف التي غالبا ما تكون صغيرة وغير مؤثّثة والأسرّة تكون قديمة ومتآكلة، وانعدام الحماية الأمنيّة، حسب مُعاينات ميدانيّة سابقة لاتحاد الطلبة.