ثقافة

محمود مرسي… “سي السيّد” الدراما المصرية الذي أتقن أدوار الشر

رحل عن الدنيا في مثل هذا اليوم 24 أفريل/ نيسان من العام 2004 “سي السيّد” الدراما المصرية محمود مرسي، الذي اقترن اسمه لدى المُشاهد العربي بشخصية أحمد عبد الجواد أو “سي السيّد” التي أداها في الثلاثية الدرامية “بين القصرين”، “قصر الشوق” والسكرية” المأخوذة عن ثلاثية أديب نوبل الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ.

ومرسي الذي ولد في السابع من جويلية/ يونيو من العام 1923 بمدينة الإسكندرية، درس في القسم الداخلي التابع للمدرسة الثانوية الإيطالية، وبعدها مباشرة التحق بقسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة اﻹسكندرية، ثم سافر إلى فرنسا من أجل دراسة اﻹخراج السينمائي، وقضّى هناك خمس سنوات كاملة، ثم انتقل إلى بريطانيا ليعمل في هيئة اﻹذاعة البريطانية حتى وقع العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، فاستقال من عمله عائدا إلى مصر ليعمل في اﻹذاعة المصرية ثم في التلفزيون المصري.

بدأ محمود ابن مرسي بك محمود نقيب المحامين بالإسكندرية التمثيل منذ العام 1962 من خلال فيلم “أنا الهارب” مع المخرج نيازي مصطفى، واستمرّ في العمل خلال فترة ستينات وسبعينات القرن العشرين، مقدّما أروع أدواره السينمائية في عدد قليل من الأفلام لم يتجاوز عددها الخمسة وعشرين.

واشتهر الفنان الراحل بدور الطاغية عتريس في فيلم “شيء من الخوف” في الستينيات مع الفنانة شادية، عن رواية الكاتب ثروت أباظة ومن إخراج حسين كمال. وقد أثار هذا الفيلم جدلا واسعا قبل عرضه بسبب تلميح البعض بأن المقصود بشخصية عتريس هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

كما قام بأداء دور البطولة في فيلم “الباب المفتوح” الذي استند إلى أهم الروايات النسائية المصرية للكاتبة لطيفة الزيات، وشارك في فيلم “الليلة الأخيرة” مع الفنانة فاتن حمامة التي قامت بتأدية شخصيتين في الفيلم. وكان آخر فيلم سينمائي له “حد السيف” عام 1986، قبل أن يعود في العام 1997 إلى أداء بطولة فيلم “الجسر” من إنتاج التلفزيون المصري.

ومن الأفلام الأخرى التي شارك فيها بأدوار مميزة “السمان والخريف” المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ بالعنوان ذاته، و”فجر الإسلام” والخائنة” و”زوجتي والكلب” و”امرأة عاشقة” و”أبناء الصمت” و”أمواج بلا شواطئ” و”ثمن الحرية” و”طائر الليل الحزين” و”أغنية على الممر” من إيحاء نكسة يونيو 1967 وكان من أول الأفلام التي ظهر فيها الفنان أحمد زكي.

ومنذ أواخر سبعينات القرن العشرين بدأ يتجه نحو الدراما التلفزيونية أكثر، فقدّم مسلسلات: “رحلة السيد أبو العلا البشري” و”العائلة” و”لما التعلب فات” و”زينب والعرش” وثلاثية نجيب محفوظ السابق ذكرها.

ومن أشهر المسلسلات التي مثل فيها “العائلة” الذي حقّق نجاحا كبيرا، وحارب ظاهرة الإرهاب في مصر في بداية التسعينيات.

كما عُرف مرسي بإجادته الإلقاء،  فكان يؤدّي الأدعية الدينية بالإذاعة المصرية وقدّم أيضا الكثير من الأعمال الإذاعية. وفي بداياته كان يعمل في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية،  قبل أن يُقدّم استقالته احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956.

تزّوج الراحل مرة واحدة في حياته، زواج لم يدم طويلا من الفنانة سميحة أيوب وأنجب منها ابنه الوحيد علاء الذي يعمل معالجا نفسيا.

توفّي “عتريس” السينما المصرية في مسقط رأسه الإسكندرية في الرابع والعشرين من أفريل/ نيسان من العام 2004 عن عمر يناهز 81 عاما، وكان قد كتب نعيه بنفسه قبلها بفترة قصيرة ذاكرا فيه أسماء أقرب الناس إليه وهم أصدقاء العمر.