ثقافة

محمد علي بن جمعة… “مخزن ثقافي” لتجارب فنية متنوّعة

نسرين اليوسفي

محمد علي بن جمعة ممثّل ومساعد مخرج مسرحي تونسي، وُلد يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1970 في تونس. وجسّد أدوارا متنوّعة في العديد من الأفلام التونسية والعالمية والمسلسلات.

بين السينما والمسرح

تميّز بن جمعة بمسيرة فنية متنوّعة، ساهمت عدّة محطّات فيها في تشكيل شخصيته الفنية، إذ عمل مع المخرج التونسي الفاضل الجزيري وتعلّم منه دقّة الملاحظة والصبر والسينوغرافيا، ثمّ تعامل فيما بعد مع الفاضل الجعايبي. ومثّل مع أيقونة المسرح التونسي جليلة بكار في مسرحية “جنون”. ودامت تلك التجربة 5 سنوات من العروض حول العالم، ثمّ صُوّرت فيلما سينمائيا. واقتحم بعد ذلك ميدان الإخراج، وتصوير المسلسلات، والأعمال الفنية المتنوّعة.

شارك بن جمعة في العديد من الأعمال السينمائية، التي أدّى فيها أدوارا رئيسية، مثل “باب العرش” للمخرج مختار العجيمي، “اللمبارة” للمخرج علي العبيدي، “هي وهو” لإلياس بكار، “الحادثة” لرشيد فرشيو، و”بورتو فارينا” لإبراهيم اللطيف.

وأدّى أيضا أدوارا ثانوية في “عرائس الطين” للنوري بوزيد و”خشخاش” و”الجايدة” لسلمى بكار، إضافة إلى فيلم “جزيرة الغفران” لرضا الباهي.

كما شارك في أعمال عربية، منها الفيلم المصري “الديلر” مع أحمد السقا، و”ماتخافوش” مع نور الشريف، و”سامحني” مع عابد فهد.

تجارب درامية متنوّعة

جسّد بن جمعة العديد من الأدوار في المسلسلات التونسية، مثل “حسابات وعقابات”، “عودة المنيار”، “صيد الريم”، “الدوامة”، “جنون القايلة” في جزئه الثاني، “الفوندو” في جزئه الأول، “براءة”، وسيتكوم “دار نانا”.

وكانت أولى تجاربه الدرامية العربية مع المخرج سيف الدين السبيعي في “فسحة سماوية”، مع منى واصف، إضافة إلى “هدوء نسبي” مع عابد فهد ونيللي كريم.

حلم ثقافي لم يستمر

الممثّل التونسي كان وما يزال يحمل حلما خاصّا ورؤية فنية متفرّدة في ذاكرته منذ سنوات. وبدأت أولى خطواته حين سلّمه والده مفتاح مخزن وجده خرابا، ثمّ رمّمه خطوة بخطوة.

وفي عام 2005، بعث مشروعه الثقافي الذي تمثّل في تحويل مستودع لتخزين السلع في منطقة باب سويقة في العاصمة تونس إلى فضاء ثقافي، يرتكز على ثقافة القرب، ويهدف إلى دمج الطاقات الشبابية في مشاريع فنية متنوّعة، وتحقيق التقدّم والرقيّ المجتمعيين.

افتتح المخزن ونظّم عدّة معارض في أيام قرطاج المسرحية والسينمائية ومهرجان المدينة ومهرجان الموسيقى. وكان التحدّي في تلك الفترة هو التعريف بالفضاء، حتّى شرع في توسعته شيئا فشيئا.

لامس حلمه الواقع وضمّ مشروعه نوادي مسرح، موسيقى، سينما، فن تشكيلي، أدب، وأنشطة فنية متنوّعة أخرى من شأنها أن تنتشل أجيالا فتيّة من براثن العنف والانحراف، وتُشرّع أبوابها لمختلف الجهات للاستثمار في الثقافة، بعيدا عن كلّ الشعارات الرنّانة.

ولسوء الحظّ لم يستمرّ حُلمه الثقافي بسبب غياب التّمويل، لكنّه ظلّ مُتشبّثا بفكرة مشروعه، ومُدافعا شرسا عن حلمه وعن دوره في النّهوض بالفعل الثقافي في تونس، بعيدا عن المآرب التجارية والربحية.