“إسهاماتي كثيرة في الدراما التونسية ولا أجد مُبررّا لتغيبي عن المشهد الرمضاني”.. ممثل تونسي يُصرّح
صابر بن عامر
قال الممثل التونسي محمد دغمان في تصريح لبوابة تونس: “يمثّل لي شهر الصيام جانبا عظيما من الحنين إلى الدراما العائلية الهادفة التي كانت تُؤثّث موائد إفطار التونسيين، قُبيل الآذان وغداته”.
ويزيد: “الشهر كريم يحفّز فيّ الرغبة في العودة إلى العمل من جديد في نسق البلاتوهات والإبداع الدرامي”.
ويقول متحسّرا: “كما يحرّك فيّ إحساسا عميقا بالغبن والقهر إزاء إقصائي غير المبرّر، وأنا في أوج العطاء”.
ويُشدّد: “إقصاء ظالم من قبل بعض الفاعلين في المجال الدرامي، لا أجد له سببا أو مبررّا، سيما في ظلّ الإعادات التي تُرسّخ للأجيال الحالية مدى إسهاماتي في تاريخ الدراما التونسية”.
أدوار مرجعية
وعن أهمّ الأدوار التي بقيت عالقة في ذهنه من خلال مُشاركاته المتعدّدة في المواسم الرمضانية السابقة، يقول دغمان: “كلّ الأدوار عزيزة على قلبي ومهمّة في مسيرتي، كما أطمح إلى لعب أدوار أخرى أهم”.
ولكن -يسترسل- أذكر منها شخصية الدكتور سفيان في مسلسل “الليالي البيض” (2007) للحبيب المسلماني، ودور “كمال” في مسلسل “من أجل عيون كاترين” (2012) لحمادي عرافة.
كما يستحضر في هذا الخصوص دوره المرجعي “فاروق الناجي” في “عطر الغضب” (2002) للحبيب المسلماني، وأيضا دوره في “حسابات وعقابات” (2004) للمخرج ذاته عبر شخصية “نورالدين” مُهندس الإعلامية، وحضوره الشرفي، لكنّه مُؤثّر في سلسلة “شوفلي حلّ” عبر شخصيّة “سي جميل” النرجسي والمُتعالي.
سفر بين الأزمنة
وعن الطرائف التي حصلت معه خلال الشهر الكريم، يقول دغمان: “أذكر أنّني كنت بصدد تصوير دوري في مسلسل “عطر الغضب” مع المخرج الحبيب المسلماني، وكان المشهد حينها في مطار تونس قرطاج، وفجأة يتّصل بي المخرج صلاح الدين الصيد لتصوير مشهد من مسلسل “قمرة سيدي المحروس” والذي سيجمعني بـ”مقداد” (يونس الفارحي) أثناء خروجه من السجن”.
ويسترسل: “فبعد أن كنت أعيش الحاضر في “عطر الغضب”، مُرتديا “القمرايا” وبدلة من أغلى طراز، أجدني بعد بضع دقائق مُرتديا “جبة” و”برنوس” و”كنترة” في رجلي، ما يُحيل إلى أربعينات القرن الماضي، زمن أحداث مسلسل “قمرة سيدي المحروس”.
ويُضيف محمد دحمان: “انتابني يومها إحساس خاص جدا، بروعة العمل في المجال الدرامي الذي يعطيك أجنحة السفر بين الأزمنة”.
ويختم: “شعرت حينها كأنّني في رحلة سفر عبر الزمن، ذهابا وإيابا إلى زمنين مُختلفين في يوم واحد، سيما بعد أن عُدت في اليوم ذاته لاستكمال تصوير مشاهدي في المطار بملابسي العصرية، بعد أن كنت قبلها بسويعات مُرتديا اللباس التقليدي التونسي في أبهى صوره”.
ومحمد دغمان واحد من أهم الممثلين التونسيين، وهو الذي جاوزت مسيرته التمثيلية العقدين من الزمن، وذلك انطلاقا من مسلسل “يا زهرة في خيالي” (2000) وصولا إلى سيتكوم “دار نانا” (2019)، قبل أن يغيب تماما عن المشهد الدرامي، أو غيّبوه قسرا، وفق تصريحه لبوابة تونس.
له العديد من الأعمال والأدوار الناجحة، أبرزها: رجل الأعمال “فاروق الناجي” في “عطر الغضب”، “يوسف” المحامي في” قمرة سيدي المحروس”، “نورالدين” مُهندس الإعلامية في “حسابات وعقابات”، الدكتور “سفيان” في “الليالي البيض”، المهرّب “ماريو” في “عاشق السراب”، المجرم “كمال” في “من أجل عيون كاترين”، المحقّق “ناصر” في “ناعورة الهواء”.. وغيرها الكثير.