محللون سياسيّون: فتوى علماء موريتانيا لتحريم التطبيع تسند الموقف الشعبي والرسمي المنتصر للقضية الفلسطينية
tunigate post cover
عرب

محللون سياسيّون: فتوى علماء موريتانيا لتحريم التطبيع تسند الموقف الشعبي والرسمي المنتصر للقضية الفلسطينية

2021-02-04 16:43

أثار إصدار 200 من العلماء والأئمة الموريتانيّين فتوى تحرّم التطبيع مع إسرائيل ردود أفعال واسعة في الساحة الداخلية بالبلاد، وفي الأوساط العربية  والإعلامية.

الفتوى الجماعية التي اعتبرت “العلاقة مع الكيان الغاصب لأرض فلسطين والمحتل لبيت المقدس وأكنافه حراما ولا تجوز بأي حال”، جاءت ضمْن حراك داخلي واسع تشهده موريتانيا للتصدّي لمحاولات التغلغل الصهيوني وتمرير أجندات التطبيع، والتي تصاعدت مؤشّراتها إثر الإعلان عن تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب.

ويصف متابعون للشأن الموريتاني مبادرة الفقهاء والعلماء بإصدار الفتوى، بكونها ردّا على المعلومات التي تداولها الإعلام الإسرائيلي مؤخّرا عن وجود موريتانيا ضمْن قائمة دول عربية أخرى مرشّحة للانضمام إلى موجة التطبيع الأخيرة، وهي مزاعم لم يظهر لها أي تأكيد في السياسة الخارجية الموريتانية طيلة الفترة التي مارس فيها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضغوطه لتوسيع قاعدة المطبّعين.

رفض شعبي

ويعلق المحلل السياسي الموريتاني سيدي محمد ولد جعفر عن الحراك المتصاعد ضدّ التطبيع في البلاد قائلا: “إنّ منطقة المغرب العربي تشهد هذه الفترة سجالاً كبيراً حول التطبيع، وموريتانيا جزء من هذا المناقشات، وفي هذا السياق تأتي الفتوى الصادرة من طرف مجموعة من الفقهاء”.

وبحسب ولد جعفر فإنّ التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في موريتانيا مرفوض شعبيا، مشيرا إلى أنّ “تجربة نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطائع مع التطبيع والتي قوبلت برفض شعبي واسع، ما زالت عالقة في أذهان الموريتانيّين، ويكفي ما صرّح به السفير الصهيوني من أنّه عجز عن اختراق المجتمع لتحسين صورة إسرائيل”.

واعتبر سيدي محمد أنّ الموقف الرسمي لبلاده ملتزم بالحق الفلسطيني وفق القرارات العربية، مُرجّحا أنّ ما نشرته بعض الصحف الغربية والإسرائيلية عن الموضوع، هو تحليل مبني على قرب النظام الموريتاني من السعودية والإمارات.

ولم يستبعد المحلل السياسي الموريتاني وجود محاولات إماراتية لإغراء نواكشوط بالتطبيع، مضيفًا كما أقنعتِ الإمارات النظام السابق بقطع علاقاته مع قطر، فمن غير المستبعد أنْ تحاول إقناعه بالتطبيع مع الصهاينة”.

فتوى تدعم دعوات تجريم التطبيع

على صعيد أخر لفت سيدي محمد إلى الأبعاد السياسية للفتوى، حيث أنّها مثّلت دعامة للنّخب المعارضة للتطبيع من أجل استغلالها، مُذكّرا في هذا السياق بمطالبة عدد من الكتل والقوى البرلمانية بسنّ قانون يمنع التطبيع.

من جانه قال الصحفي الموريتاني السالك زيد: إنّ إصدار العلماء لفتوى تُحرّم التطبيع مع “إسرائيل” عزّزت الموقفيْن الرسمي والشعبي في موريتانيا.

وشدّد زيد أنّ الشعب الموريتاني بكل أطيافه وخلفياته الفكرية، غير راض عن التطبيع الذي حصل وقد عبّر كثير من قادة الرأي عن ذلك، واعتبروه انتكاسة عربية، تحت ضغط إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وبحسب زيد، فإنّ حديث وسائل الإعلام الدولية عن تطبيع محتمل لموريتانيا، نفته جهات رسمية، مشيرا إلى أنّ “الخطوات البرلمانية لسنّ قانون يمنع التطبيع، لم تتقدّم بعد، لكنّ هناك إجماعا رسميا وشعبيا على رفض الموضوع.

يُذكر أنّ موريتانيا قطعت علاقاتها مع “إسرائيل” في 2009 إبّان العدوان على غزّة.

فتوى تحريم التطبيع#
قانون تجريم التطبيع#
محللون سياسيون#
موريتانيا#

عناوين أخرى