أسامة بالطاهر
اتّهم القيادي بالتيّار الشعبي الولايات المتحدة الأمريكيّة بالضلوع في العدوان على غزّة، واصفا إيّاها بأنّها هي من تشنّ الحرب على القطاع وأنّ جنرالات الجيش الأمريكي الذين دمّروا العراق وأفغانستان وليبيا هم من يديرون غرفة العمليّات في العدوان الصهيوني على غزّة.
ودعا النابتي في تصريح لبوّابة تونس -على هامش مشاركته في وقفة احتجاجيّة أمام السفارة الأمريكيّة في تونس- التونسيّين والعرب وأحرار العلم إلى اقتناع بأنّ الاحتلال الصهيوني قد انهار اقتصاديّا وعسكريّا منذ السابع من أكتوبر، مشيرا إلى تخلّي الاحتلال على عدد كبير من جنود الاحتياط وإعادتهم لتشغيل المصانع لإنقاذ الاقتصاد المتضرّر من صمود المقاومة.
وبيّن أنّ انخراط الولايات المتحدّة في العدوان يظهر من خلال تقديم عشرات مليارات الدولارات لدعم ميزانيّة العدو الصهيوني لقتل الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنّ تاريخ الإنسانيّة لم يشهد ما حدث في غزّة من إلقاء الأطفال الخدّج في الشوارع ومرضى العناية المركّزة على قارعة الطريق.
وقال: “لم يشهد تاريخ الحروب أن استولى جيش على مستشفى ليحوّله إلى ثكنة عسكريّة، لم يشهد التاريخ لا هتلر ولا الفاشيّة ولا أعتى البربريّات التي عرفها العالم وهذا كلّه يحصل بمباركة دول تدّعي أنّها ديمقراطيّة وأنّها إنسانيّة”، معتبرا أنّ أمريكا والاحتلال دشّنا مرحلة ما بعد الإنسانيّة.
ودعا النابتي إلى ضرورة الضغط على القوى الغربيّة الداعمة للاحتلال من خلال استدعاء سفرائها لإجبارها على إيقاف دعمها لآلة القتل التي تستهدف الشعب الفلسطيني، مطالبا الحكومة المصريّة بفتح معبر رفح باعتبار أنّه يوجد بين بلدين عربيّين ولا حق للاحتلال في التحكّم فيه.
كما دعا السلطات المصرية إلى تحدّي الاحتلال وإدخال المساعدات إلى الفلسطينيّين المحاصرين في غزّة وتجاهل تهديداته بقصف الشاحنات، متسائلا هل قصف المساعدات الداخلة إلى غزّة أكثر إجراما ممّا يحدث للشعب الفلسطيني؟
واعتبر النابتي أنّ عنوان المعركة اليوم هو أن تبقى الإنسانيّة أو تندثر، مشيرا إلى أنّ الإنسانيّة باعتبارها قيمة أصبحت اليوم مهدّدة والشعب الفلسطيني بمقاومته الباسلة يدافع عن الإنسانية أمام الهمجيّة، مبيّنا أنّ المقاومة لا تدافع فقط عن غزّة بل عن الشعوب العربيّة حتّى تبقى على قيد الوجود حتّى لا تتحوّل إلى شعوب “الهنود الحمر”، وفق تعبيره.
وطالب القيادي بالتيّار الشعبي رئيس الجمهوريّة بإنقاذ ما بقي من شرف الإنسانيّة واستدعاء السفير الأمريكي للاحتجاج وإبلاغه موقف تونس الرافض للجريمة التي تشارك فيها إدارته.
يذكر أنّ وقفة احتجاجية انتظمت، اليوم الأحد، أمام السفارة الأمريكية بتونس بدعوة من فعاليّات المجتمع المدني الرافضة للتطبيع والداعمة للشعب الفلسطيني، واستنكر خلالها المتظاهرون الدعم الغربي الموجّه للكيان بالعدة والعتاد في مقابل صمتهم إزاء الحصار المضروب على القطاع الذي يعاني من تفاقم الأزمة الإنسانية المدفوعة بنقص في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
ودعا المحتجون إلى طرد السفير الأمريكي ردّا على دعم واشنطن للحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي أسفرت عن ارتقاء 12300 شهيد بينهم 5 آلاف طفل و3300 امرأة.
وهتف المتظاهرون ضدّ الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية على رأسها فرنسا وبريطانيا، مطالبين الأنظمة العربية بضرورة اتّخاذ مواقف حازمة تحول دون ارتقاء مزيد من الشهداء وتنقذ الجرحى العالقين في المستشفيات التي تتعرّض يوميّا للقصف.