أدّى عطب مفاجئ على محطّة توليد الطاقة الرئيسيّة برادس إلى انقطاع للكهرباء، شمل أغلب مناطق البلاد، من بينها العاصمة، أغرقها في ظلام عام، منذ الساعة الواحدة والنصف فجرا وعلى امتداد أربع ساعات على الأقلّ.
ومع تفاعل التونسيّين على صفحات التواصل الاجتماعي مع الحدث، انتشر في تعليقاتهم مصطلح الإظلام التام أو البلاك أوت – blackout.
فما هو الـ blackout؟
يُعرف انقطاع التيار الكهربائي “الإظلام التام – blackout” بأنه الانهيار التام للشبكة الكهربائية، بسبب مجموعة من العوامل التي أدّت إلى اختلال كبير بالتوازن بين كميّة الطاقة المولّدة وكميّة الطاقة المستهلكة.
ويختلف الإظلام التام عن القطع الجزئي الذي قد يكون اختيارياً (يقوم به مشغّلو الشبكة) لغايات الصيانة أو تخفيف الأحمال أو إجبارياً، نتيجة حصول قطع في الكابلات الناقلة للكهرباء.
وتختلف أسباب حدوث “الإظلام التام – blackout” ولا يمكن حصرها بسبب معيّن وحيد، فقد يحدث أثناء العواصف الطبيعية الكبيرة (أعاصير، موجات حر، عواصف رعدية، أمطار شديدة.. الخ)، أو حدوث انقطاع في الكابلات، أو خلال فترات الصيانة بسبب خطأ يدوي.
عند حدوث ذلك تخرج محطّة ما عن الخدمة، ولا تستطيع باقي المحطات تغطية الأحمال فتتدخّل الحمايات الخاصة بالمحطات، وتفصل المحطات تدريجياً لحمايتها من تذبذب التردّد، وبالنتيجة خروج الشبكة الكهربائية عن العمل، وحدوث “الإظلام التام – blackout”.
ومن أشهر حوادث “البلاك أوت”:
– ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في 14 أوت 2003، حيث خرج من الخدمة ما يقارب 63 جيجا وات من الأحمال، وتأثّر 50 مليون نسمة من انقطاع التيار الكهربائي، حيث فصلت 531 وحدة توليد و400 خط نقل كهربائي، والسبب في ذلك هو عدم استقرار الجهد في الشبكة الكهربائية نتيجة نقص القدرة.
– حادثة الإظلام التام في البرازيل وباراغواي: في العاشر من شهر نوفمبر عام 2009 توقّف سدّ «إيتابيو-Itapiu» الكهرومائي على الحدود بين باراغواي والبرازيل فجأة عن إنتاج 17000 ميجاوات من الطاقة، انتشرت الانقطاعات بسرعة عبر البلدين. بشكل مريب، جاء انقطاع التيار الكهربائي بعد يومين من نشر تقرير يشير إلى أن انقطاع التيار الكهربائي البرازيلي السابق كان بسبب مجموعة من المخترقين أو الهاكرز. وذكرت مجلة “CBS” الإخبارية في وقت لاحق أن حادثة 2009 كانت أيضا من عمل المخترقين، لكن وثيقة ويكيليكس دحضت هذا الادعاء في النهاية، إذ تبيّن أن الأمطار الغزيرة والعواصف القوية هي السبب وراء حدوث دائرة قصر في الثلاثة المحوّلات الرئيسية وخطوط الجهد العالي، وبالتالي خروج السد عن الخدمة بشكل كلي.
– في تونس من أبرز حوادث “البلاك أوت” ما وقع في 31 أوت 2014 وأعلنت وزارة الصناعة والطاقة والمناجم حينها أن السبب الرئيسي الذي يكمن وراء حادثة الانقطاع الكلي للكهرباء يتمثّل في صاعقة تسبّبت بفعل قوّتها في قطع سلك كهربائي، وأكّدت الوزارة أن هذه الحادثة هي حادثة تقنيّة جراء عوامل طبيعية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال نسبة هذه الحادثة إلى عمل تخريبي أو خطأ.
يُذكر أن وزارة الصناعة والمناجم والطاقة، أعلنت في بلاغ أصدرته اليوم الأربعاء 20 سبتمبر، أنّه تم إرجاع كامل المنظومة الكهربائية إلى سالف نشاطها بكل المرافق العمومية بنسبة 99٪ في مختلف جهات الجمهورية.
وأكّدت الوزارة في بلاغها، أنّ الشركة التونسية للكهرباء والغاز قد حوّلت كل الفرق الفنية المختصة التابعة لها على عين المكان، للقيام بعمليات تفقّد لإرجاع التيّار الكهربائي، خاصة بالمناطق القليلة المتبقية بالبلاد.
وأفادت أنّ الانقطاع الشامل للكهرباء الذي طرأ من الساعة الواحدة صباحا إلى الخامسة فجرا صبيحة اليوم الأربعاء 20 سبتمبر، هو نتيجة عطب فني ولا وجود لأي انفجارات، لا على مستوى المنظومة الكهربائية، ولا على مستوى الأقاليم التابعة للشركة.