ضجّت منصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا) بتغريدات تتّهم محطة بي بي سي بأنّها السبب الرئيسي لمجزرة مستشفى المعمداني بقطاع غزة.
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت مساء الثلاثاء، عن ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف ساحة مستشفى المعمداني في غزة إلى أكثر من 500 شهيد، معظمهم نساء وأطفال.
وقال عدد من مستخدمي المنصة إنّ التقرير الذي نشره موقع بي بي سي بعنوان “هل تبني حماس الأنفاق أسفل المستشفيات والمدارس؟” يعدّ السبب الرئيسي الذي دفع مسؤولي الاحتلال إلى استهدافه.
ونشر حساب يوسف حسين الشهير بجو (مقدّم برنامج سياسي ساخر على التلفزيون العربي) تغريدة جاء فيها: ” الأخبار الكاذبة.. تؤدّي إلى أخبار حقيقية.. يا بي بي سي.. ويا سي إن إن.. ويا سكاي نيوز وكل الإعلام المجرم”.
وغرّد وائل عباس معلّقا على تقرير بي بي سي والمجزرة الإسرائيلية في حقّ المدنيين في قطاع غزة، بالقول: “المذبحة بعد التويتة (تغريدة) دي على طول قلبي كان حاسس”.
بدوره، نشر المذيع بشبكة الجزيرة حسام يحيى تغريدة قال فيها: “بي بي سي كتبت هذا العنوان: هل حماس بنت أنفاقًا تحت المستشفيات؟
وبعدها بساعات قصفت إسرائيل مستشفى المعمداني وقتلت 500 شهيد طبقًا للمتحدّث باسم وزارة الصحّة، جُلّهم من النازحين الذين كانوا يستخدمون المستشفى كملجأ بي بي سي مشاركة في هذه الجريمة”.
أما سمر جرّاح فغرّدت مطالبةً بمقاضاة المحطة قائلة: “أعتقد أنّه يجب أن نرفع قضية على محطة بي بي سي.. دورها التحريضي تسبّب في قتل البشر. تسأل: هل تبني حماس أنفاقا تحت المستشفيات؟ تُجهّز الجمهور لاستقبال خبر قصف المستشفيات”.
وقال حساب سالم عيد: “بي بي سي لا تنسب القصف لإسرائيل وتمنع التعليقات! ما هذه الوقاحة؟!”.
من جهته، قال حساب “إلقاء الضوء” في منصة أكس (تويتر سابقا) معلّقا على القصف الإسرائيلي للمستشفى المعمداني بقطاع غزة: “ردّدت هيئة الإذاعة البريطانية المجرمه (بي بي سي) بالأمس ادّعاء الجيش الإسرائيلي بأنّ حماس قامت ببناء أنفاق تحت المستشفيات الفلسطينية، مما يلمح إلى أنّها لا تستحق الحماية”.
وأضاف في التغريدة ذاتها: ” قصفت الاحتلال الإسرائيلي اليوم مستشفى الكنيسة الأسقفية (المستشفى الأهلي العربي) في غزة، ممّا أسفر عن مقتل أكثر من 500 مدني.. أيدي بي بي سي ملطخة بالدماء”.
سكينة عمارة هي الأخرى اتّهمت بي بي سي بالمشاركة في جريمة الاحتلال الشنعاء وغرّدت التالي: “البارحة، وفي محاولة لتوفير غطاء دعائي، لمّحت البي بي سي إلى أنّ حماس تبني أنفاقا تحت المستشفيات.. اليوم، وبعد 24 ساعة فقط على هذا التلميح، قصفت إسرائيل المشفى المعمداني في غزة”.
وأضافت عمارة أنّ “بي بي سي لم تعد هيئة إخبارية، بي بي سي تحوّلت إلى شريك متواطئ في الإبادة”.
وقال المتحدّث الرسمي باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إنّ “ما يحدث في المستشفى هو إبادة جماعية لم نشهد مثلها من قبل”.
وكانت ليز دوسيه، كبيرة المراسلين الدوليين لمحطة البي بي سي في جنوب الأراضي المحتلة، نشرت تقريرا قالت فيه: “من فضلك، هل يمكنك توضيح مكان وجود أنفاق حماس، وما إذا كانوا يقومون ببنائها تحت المستشفيات والمدارس؟”.
وأضافت: “إنّهم جزء حيوي من عمليات حماس. تُستخدم الأنفاق لنقل البضائع والأشخاص، وتخزين الأسلحة والذخائر، وإيواء مراكز القيادة والسيطرة.
وزادت: من المعروف أنّها معزّزة بشكل كبير بالخرسانة وموصولة بالكهرباء.
إنّها عميقة جدّا، حيث يصل عمقها إلى 100 قدم (30 مترا) بحيث يصعب تحديد موقعها على وجه اليقين”.
وتابعت: “مثل هذه الشبكة الواسعة تحت الأرض، على قطعة صغيرة من الأرض، يبدو من المرجح أن تتدفّق تحت أحياء مكتظّة بالمنازل والمستشفيات والمدارس”. “وكانت هناك تقارير تفيد أنّ بعض الممرات لها مداخل تقع في الطوابق السفلية من المنازل والمساجد والمدارس والمباني العامة الأخرى للسماح للمسلّحين بالتهرّب من اكتشافهم”.
واعتبر الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أنّ هذا التقرير كان أحد أسباب ضرب الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى المعمداني، فيما أكّد آخرون أنّ المحطة البريطانية اعتادت على الانحياز إلى الكيان الصهيوني وطمس الحقيقة.
والسبت، أقدم عدد من المتظاهرين في لندن على تلطيخ باب المقر الرئيسي لمحطة بي بي سي باللون الأحمر؛ تعبيرا عن غضبهم منها، وذلك بعد اعتراف هيئة الإذاعة البريطانية بأنّها ضلّلت مشاهديها بشأن المسيّرات المؤيّدة للفلسطينيين، وقدّمت اعتذارا عن ذلك.
وفي وقت سابق، أعادت مواقع عربية نشر مقطع فيديو أظهر قطع بي بي سي البثّ عن مراسلها في قطاع غزة أثناء حديثه عن جرائم الاحتلال في حق المدنيين العزّل باستعمال قواته الفسفور الأبيض في قصف الأحياء السكنية.