ما المكاسب المحقّقة لتونس من قمّة تيكاد 8؟

في خضّم الصعوبات الاقتصادية التي تعيشها تونس خلال السنوات الأخيرة وما رافقها من استفحال العجز المالي وضعف مناخ المشاريع، يُجمع المراقبون على الأهمية التي يضطلع بها مؤتمر طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8″، وما يشكّله من فرص استثمارية ودبلوماسية كبرى.

المؤتمر الذي ينطلق غدا السبت 27 أوت/أغسطس بحضور 5 آلاف مشارك من اليابان والقارة الإفريقية، بما يتضمّنه من لقاءات بين الفاعلين الاقتصاديين من مختلف القطاعات والمالية والاستثمارية سواء منها العمومية أو الخاصة، ستكون نتائجه ومخرجاته فرصة لاستعادة ثقة المستثمرين الأجانب، وتقديم صورة إيجابية عن المناخ السياسي والاجتماعي في تونس.

بوابة تونس استطلعت رأي الخبير الاقتصادي عزّالدين سعيدان، بشأن أبرز المكاسب التي يمكن أن تتحقّق لتونس من خلال استضافة هذا الحدث وإنجاحه.

الحاجة إلى الاستثمارات الخارجية

في حديثه بشأن أبعاد الاستفادة الحاصلة من فعالية “تيكاد 8″، يرى عزّالدين سعيدان أن المؤتمر يأتي في وقت باتت فيه تونس بأمسّ الحاجة إلى استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية، في ظلّ غياب الاستثمارات العمومية وضعف الاستثمارات الداخلية الخاصة.

وتحدّث سعيدان، في هذا السياق، عن العدد الهامّ من مقترحات المشاريع المشتركة المقدّمة للجهات اليابانية، سواء وكالات التمويل أو المؤسّسات، والتي ستكون لها مردودية اقتصادية كبرى داخليا في صورة الموافقة عليها والبدء في تنفيذها.

وأكّد في خصوص هذه النقطة، ضرورة النجاح في إقناع الجانب الياباني في الدخول في جزء كبير من المشاريع المقترحة من قبل رجال أعمال وباعثين تونسيين، ما سيعطي دفعة مهمة اقتصاديا وديبلوماسيا لصورة تونس على المستوى الدولي.

الشراكة في المشاريع العمومية

وفضلا عن المشاريع المشتركة على صعيد القطاع الخاص، رجّح محدّثنا إمكانية التوصّل إلى اتفاقات تتعلّق بتمويل عدد من المشاريع العمومية ذات الصبغة التنموية، أو التي تتعلّق بالبنية التحتية، مثل السدود أو الطّرقات السيارة والمنشآت الطاقية وغيرها.

وقال سعيدان: “إذا قبلت الحكومة والوكالات اليابانية المتخصّصة الدخول معنا بالشراكة في هذه المشاريع العمومية، فهذا سيشكّل مكسبا كبيرا على صعيد تسريع الإنجاز وتوفير الموازنة اللازمة”.

وفي صعيد آخر انتقد ما وصفه بـ”قلّة التنسيق مع أقطار إفريقيا جنوب الصحراء لإنجاز مشاريع مشتركة تونسية يابانية إفريقية”، مضيفا: “كان ينبغي التفكير في مشاريع واستثمارات تونسية يابانية إفريقية، وليس الاقتصار على استثمارات ثنائية بين تونس واليابان”.

هل تتحقّق الاستفادة الكاملة؟

وتطرّق عزّالدين سعيدان كذلك إلى النتائج غير المباشرة للمؤتمر، على مستوى استعادة الدوائر المالية الدولية ثقتها في الاقتصاد التونسي، وهو الأمر الذي ستكون له عدة نتائج إيجابية، أبرزها تحسين التصنيف السيادي لتونس وتسهيل مسار المفاوضات الجارية مع المانحين الدوليين، وعلى رأسهم صندوق النقد الدولي.

ورغم المكاسب المنتظر تحقيقها من تنظيم الحدث، إلّا أنّ تحقيق الاستفادة الكاملة في نظر محدّثنا يبقى أمرا مستبعدا، بالنظر إلى عوامل تتعلّق بتدنّي التصنيف السيادي الوطني، والذي عرف مزيدا من التدهور والتراجع في الفترة الماضية إلى مستوى سلبي، وهو عامل من شأنه أن يؤثّر في قرارات المستثمرين الأجانب، فضلا عن “استمرار الوضع السياسي الاستثنائي الذي تعيش تونس تحت وطأته منذ 25 جويلية/يوليو 2021″، وفق قوله. وهو ما يتناقض مع متطلّبات الاستقرار السياسي والاجتماعي، التي تُعتبر عاملا محدّدا لرواد الأعمال والمشاريع.

وأضاف سعيدان: “كل هذه العوامل قد تحرمنا من الاستفادة بشكل كامل من قمّة تيكاد”.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *