قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة 26 أوت/أغسطس، إن “البحث عن الحقيقة” المتعلّقة بالإرث الاستعماري الفرنسي للجزائر، “أهمّ من التعبير عن الندم”، حاسما بذلك التكهّنات بشأن تقديم اعتذار رسمي عن جرائم الاحتلال الفرنسي وانتهاكاته طوال 132 عاما.
وفي تصريح أدلى به لوسائل الإعلام عقب زيارته مقبرة “سان أوجين”، التي تعتبر من بين أقدم المعالم الدينية بالعاصمة الجزائر، وتضمّ رفات آلاف من المسيحيين واليهود، قال ماكرون: “في ما يتعلق بمسألة الذاكرة والعلاقات الفرنسية الجزائرية، كثيرا ما أستمع إلى مواقف تخيّرنا بين الفخر والندم. أنا أريد الحقيقة والاعتراف، لأنه بخلاف ذلك لن نمضي قدما أبدا”.
أهم الأخبار الآن:
وأضاف أن بلاده كانت حاضرة في الجزائر طوال ما يقارب قرنا ونصف، ما يستوجب “النظر إلى حقائق الحقبة الاستعمارية بشجاعة وبصيرة وثقة”.
وأعلن في السياق ذاته عن تشكيل لجنة مشتركة من المؤرّخين بين البلدين، للنظر في كامل الفترة التاريخية المشتركة بين فرنسا والجزائر، “منذ بداية الاستعمار إلى حرب التحرير، دون محظورات”، حسب قوله.
وتتكوّن هذه اللجنة من 6 مؤرّخين من كل بلد، وفق ما ذكره ماكرون، لمعالجة كل القضايا التاريخية المعقّدة المرتبطة بالذاكرة المشتركة، وذلك بعد فشل أعمال اللجنة السابقة التي تكوّنت من المؤرّخ الفرنسي بنيامين ستورا، ومدير الأرشيف الجزائري عبدالمجيد شيخي.
ودعا ماكرون إلى النظر إلى “الماضي المعقّد والمشترك وجها لوجها”، حتى تتمكّن فرنسا والجزائر من التقدّم، مشيرا إلى المكانة التي تحظى بها الجزائر لدى ملايين الفرنسيين والفرنسيات، خاصّة من ذوي الجنسية المزدوجة، والفرنسيين المولودين بالجزائر. وأضاف: “ما نريد القيام به هو المضي إلى المستقبل. الماضي لم نختره، ولكن لدينا مسؤولية تجاه بناء مستقبل أفضل للأجيال الصاعدة”.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري، عبّر عن تفاؤله بنتائج الزيارة في اتّجاه تطوير الشراكة بين البلدين على جميع المستويات، قائلا: “الحوارات بيننا تؤكّد أننا نعيش لحظة فريدة من نوعها، تمكّننا من العمل معا، والنظر إلى الماضي بتواضع”.
بدوره، عبّر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عن عزم الجانبين على “تكثيف وتيرة تبادل الزيارات”، من أجل “تجاوز مختلف العقبات التي تواجه تحقيق أهداف شعبينا وبلدينا”.
أضف تعليقا