تونس سياحة لايف ستايل

ماعز وسلاحف ودلافين…جزيرة جالطة التونسية…أكثر من مشهد طبيعي آسر

تتميّز السواحل التّونسيّة بكثرة الجزر، إذ يبلغ عددها حوالي  40 جزيرة منها جزر مأهولة بالسكّان أشهرها جزيرة جربة وجزر قرقنة وأخرى غير مأهولة أشهرها جزيرة جالطة وجزيرتي زمبرة وزمبرتّا التوأمين.

اليوم سنتحدّث عن أرخبيل جالطة الّذي يتكوّن من ستّ جزر تقع قبالة السّواحل الشمالية للبلاد التّونسية على بعد 81 كلم عن مدينة بنزرت و40 كلم عن شاطئ سيدي مشرق وحوالي 60 كلم عن سواحل طبرقة بولاية جندوبة.تبلغ مساحتها 808 هكتاراً، وتتكون من عدة جزر منها جزيرة جاليطون، والفوشال وجزر الكلاب (ثلاث جزر) وجالطة وهي أكبر جزيرة في الأرخبيل بمساحة 752.3 هكتاراً إذ يبلغ طولها 5.3 كلم وعرضها 3 كيلومترات، يبلغ طول أعلى ارتفاع فيها 391 متراً عن سطح البحر.


قبور رومانية وفينيقية


 الآثار التي عُثر عليها بالجزيرة تشير إلى أنها كانت مأهولة بالسكان في العصور القديمة، فهي تضمّ قبورًا رومانيّة وأخرى فيتيقيّة. أما في العصر الحديث فقد سكنها إيطاليّون منذ القرن التاسع عشر ثم حصلوا في ما بعد على الجنسية الفرنسية، بلغ عددهم حوالي مائتي نسمة كانوا متجمعين في قرية واحدة بها حوالي أربعون مسكناً وكنيسة ومدرسة. لكنهم رحلوا عن الجزيرة بعد قرار الحكومة التونسية تأميم أراضي المعمّرين عام 1964.

ماعز وسلاحف

منذ ثمانينات القرن الماضي، صُنّف الأرخبيل محميّةً طبيعيّةً تضمّ حيوانات مختلفة كالماعز البري والسلاحف البريّة والبحرية والدلافين وطائر النورس وبعض أنواع السحالي. بعض الروايات تتحدّث عن وجود نوع نوع نادر من الفقمة بالجزيرة يمنع صيده منعًا باتًا على التونسيين والزوار الأجانب. كما يمنع صيد السمك في محيط الجزر وهو ما يضطر زائرها إلى شراء حاجته من الأسماك من قوارب الصيد التي تأتي بها من الأعماق بعيدًا عن الأرخبيل.

وتضم المحمية نباتات متنوعة على غرار الزيتون البري، والتوت، والعنصل أو بصل فرعون والعرعر الفينيقي وغيرها، وبها مخزون هام من المياه المعدنية الطبيعية التي تنفجر من عيون عذبة أبرزها عين الكرمة وعين النخلة وعين سيدي أحمد وهي مفيدة للصحة، إضافةً إلى الأعشاب البحرية المفيدة للعلاج من عدد كبير من الأمراض.

جالطة اليوم


رغم ما تتمتع به الجزر من طبيعة ساحرة ومناظر خلّابة توفّر مخزونًا سياحيًّا هامًّا، إلّا أنّها غير مستغلّة بالشّكل الكافي. يقول عشاق التخييم أن أموالًا طائلةً تحرم منها خزينة الدّولة، فالرّحلات السياحيّة إلى هذه المنطقة نادرة حيث يقصدها عدد قليل من السياح، أغلبهم تونسيّون، للتّخييم والرّاحة والاستجمام بعيدًا عن ضوضاء المناطق الأخرى.

الأرخبيل يقطنه حاليًّا بضعة أعوان من الحرس والجيش الوطنيين، مخطط تنمية الجزر وجعلها مأهولة بالسكّان في بداية الألفية الحاليّة،تعطّل بعد ثورة 2011.