ثقافة

مارتن سكورسيزي… عدسة ناقلة وناقدة للعنف الأمريكي

مارتن سكورسيزي، هو مخرج سينمائي أمريكي من أصل إيطالي، وُلد في السابع عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1942 في نيويورك.

ويُعتبر من أهمّ المخرجين في هوليوود لأسلوبه الجريء والدقيق في صناعة الأفلام.

بدايات واعدة

استهلّ سكورسيزي شغفه بالأفلام منذ طفولته، إذ بدأ برسم القصص المصوّرة وهو ما يزال في الثامنة من عمره، وأُصيب بمرض الرّبو في طفولته، الأمر الذي حدّ من نشاطاته البدنيّة وجعله يُمضي معظم وقته أمام جهاز التّلفاز وفي دُور العرض، ففُتن بأعمال المُخرج الإنجليزي مايكل بويل وبالقصص التي تتحدّث بشكل خاصّ عن التجربة الإيطالية.

وكان يشاهد رجال العصابات من نافذة منزله وراء الزجاج، وصاروا هم شخصيات أفلامه من وراء الكاميرا.

بدأ شيئا فشيئا في الانفتاح على تجارب فنية متنوّعة وفي ممارسة شغفه، حتّى رسخت في ذهنه فكرة خوض مجال صناعة الأفلام بشكل جدّي.

وتعمّق عشقه لمجال السينما عندما تحصّل على منحة دراسية من جامعة نيويورك، على خلفية إنتاجه فيلما كوميديا قصيرا.

وفي عام 1968، انتهى من إخراج فيلمه الروائي الطويل الأول “من هو الذي يطرق بابي”، الذي استغرق في تحضيره مدّة ثلاث سنوات، وفيه تعاون مع الممثّل هارفي كيتل.

وعمل فيما بعد في مجال تركيب الفيديو، ومساعد مخرج في الفيلم الوثائقي “وودستوك” للمخرج مايكل وادليه، الذي وثّق مهرجان وودستوك في عام 1969.

ثم التقى بالمنتج روجر كورمان، الذي كان مخرج أفلام من درجة ثانية، وعرض عليه إطلاق أول فيلم هوليوودي له “برثا بوكسكار” عام 1972، من بطولة الممثّلين باربرا هيرشي وديفيد كارادين.

فلسفة سينمائية خاصّة

تعلّق سكورسيزي بالأشرار وقدّمهم مرارا لا لشيء إلّا لكونهم أبطال طفولته بالأساس، إذ وضع النقّاد أفلامه في مقدّمة الأفلام التي تتوسّل العنف للتّأثير في المتلقّين ولسرد عوالمهم الخاصة.

وانطلقت شُهرته الفعلية إثر إخراجه تُحفته الفنية “سائق التاكسي”، وهو فيلم اتّسم بغوصه في أعماق النّفس البشرية، إذ يُجسّد صعوبات مقاتل سابق في حرب الفيتنام في إعادة الاندماج في مجتمعه.

وحصد فيلم المخرج الأمريكي بفضل أسلوبه الفني المميّز، جائزة سعفة كان الذهبية في مهرجان كان السينمائي. وتلقّى أربعة ترشيحات أوسكار في عام 1977.

وتعاون سكورسيزي مع الممثّل الأمريكي الشهير روبرت دي نيرو في عدّة أفلام منها: “الثور الهائج” و”الأصدقاء الطيّبون” و”شوارع وضيعة”، وغيرها.

كما تعاون مع النجمة شارون ستون في فيلم “كازينو”، ومع الممثّل ليوناردو دي كابريو في “عصابات نيويورك” و”الطيار” و”الراحل”، الذي نال عنه جائزة أفضل مخرج سينمائي.

واقتحم عالم الصحّة النفسية في “شاتر آيلاند”، وانتقد عالم المال والمضاربات عبر فيلم “ذئب وول ستريت” (2013)، كما أخرج في السنوات الأخيرة فيلميْ “الصمت” (2016) و”الأيرلندي” (2019).